أميركا وتحدي حرب الذكاء الاصطناعي

فقد نشرت المجلة مقالا -للكاتبين مايكل أوهانلون وروبرت كارلين- تساءلت من خلاله عن الذكاء الاصطناعي ودوره بحروب المستقبل، وقالت إن هذه المسألة أصبحت أكثر وضوحا وإثارة من أي وقت مضى.
وأضافت أن التقدم السريع في مجال السيارات التي تعمل بدون سائق في الاقتصاد المدني ساعدنا جميعا على رؤية ما قد يصبح ممكنا في هذا المجال، وأن هذه الأشياء لم تعد مجرد مصطلحات من أفلام الخيال العلمي الغريبة والمسلية.
وأشارت إلى المخترع إيلون ماسك، وقالت إنه يحذر من أننا بحاجة إلى البدء بالتفكير في كيفية تنظيم الذكاء الاصطناعي قبل أن يتسبب في تدمير معظم الوظائف البشرية ويزيد من مخاطر الحرب.

حرب افتراضية
وقالت المجلة إنه ينصح بجعل الذكاء الاصطناعي مادة تدرس كجزء أساسي في المناهج المدرسية، وإن علماء الأخلاق وغيرهم بحاجة إلى مناقشة إيجابيات وسلبيات الاختراعات الافتراضية المختلفة قبل أن تصبح حقيقية.
وأشارت إلى أن المؤسسات العسكرية بحاجة إلى تطوير إستراتيجيات الابتكار التي تتصارع في هذا الموضوع، ولكننا لسنا بحاجة إلى إيقاف عجلة التقدم في هذا المجال.
وقالت "ذي ناشونال إنترست" أيضا إنه يجب على الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة تحقيق التقدم في هذا المجال، وأن تعمل على أن تكون الأولى فيه.
وأضافت أن مجال الذكاء الاصطناعي ليس جديدا تماما، فهناك المركبات التي يتم قيادتها عن بعد، ولكن الإنسان يتدخل في توجيهها. وأما صواريخ كروز فإنها تطير إلى هدفها وتقوم بتفجير الرؤوس الحربية التي تحملها بشكل أوتوماتيكي.

رؤوس نووية
وقالت المجلة إن الرؤوس الحربية النووية المحملة على الصواريخ البالستية العابرة للقارات ستعمل بنفس الطريقة في حال إطلاقها في الحروب.
وذكرت أن هناك أنظمة شبه مستقلة مستخدمة بالفعل في ساحة المعركة، وأنها قادرة على البحث عن أهدافها وتتبعها والاشتباك معها وتعطيل أدائها، وذلك وفقا للوصف الذي تقدمه وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون).
واستطردت المجلة: ولكن ما هو قادم يتمثل في تقنيات يمكنها أن تتعلم وهي تقوم بوظيفتها، وليس مجرد اتباعها خططا مسبقة تم إعدادها أو خوارزميات مفصلة للكشف عن الأهداف.
وأضافت أن هذه التقنيات القادمة في هذا المجال هي التي تقوم بتطوير المعلومات الخاصة بها والمبادئ التوجيهية، وذلك من أجل العمل على أساس الظروف التي تواجهها ولم تكن متوقعة في البداية.
وأشار المقال إلى باحثين بمعهد بروكينغز في هذا المجال هما الجنرال المتقاعد جون ألين ويشاركه أمير حسين، فهما يبحثان في ما يسميانه الحرب الافتراضية، وأنهما يتصوران ابتكار أسراب من الذخائر ذاتية الدفع تقوم باستنتاج أنماط السلوك الدفاعي لدى الهدف وهي تحاول مهاجمته، وتقوم بالتحايل عليها، وتكون مدركة في نفس اللحظة لقدرات وإحداثيات أعضاء فريقها في الهجوم.
وأوضحت "ذي ناشونال إنترست" أن ما يحدث في الحرب الافتراضية ليس فقط التكيف، ولكن السرعة التي تفوق أي نظام أسلحة يتدخل الإنسان في تشغيله أو إدارته.
وختمت بأنه سبق لزميل بمعهد بروكينز هو بيتر سينغر الإشارة لتقنيات مشابهة، لكنها كانت ذات طابع خيالي علمي في جزء منها، وأما ألين وحسين فهما لا يتطلعان إلى المستقبل فحسب، بل إنهما وضعا جدول أعمال نحو اختراع أنظمة دفاعية ذكية في وقت قريب.