نذر حرب نووية أميركية كورية شمالية

Intercontinental ballistic missile (ICBM) Hwasong-14 is pictured during its second test-fire in this undated picture provided by KCNA in Pyongyang on July 29, 2017. KCNA via Reuters ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. REUTERS IS UNABLE TO INDEPENDENTLY VERIFY THIS IMAGE. SOUTH KOREA OUT. NO THIRD PARTY SALES. NOT FOR USE BY REUTERS THIRD PARTY DISTRIBUTORS.Ê
كوريا الشمالية أجريت تجارب على إطلاق صواريخ بالستية عابرة للقارات في أكثر من مناسبة (رويترز)
حذرت صحف أميركية من حرب نووية وصفتها بالجهنمية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وعرضت حقائق قاسية ومؤلمة، وتساءلت إحداها إذا كان الرئيس دونالد ترمب يحتاج لموافقة الكونغرس لتوجيه الضربة الأولى ضد بيونغ يانغ.

فقد أشارت مجلة ناشونال إنترست إلى تصاعد حدة التراشق اللفظي بين البيت الأبيض وبيونغ يانغ في الأيام الأخيرة وإلى التهديدات المتبادلة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأميركي.

وقال الكاتبان آرون ديفدي ميلر وريتشارد سوكولسكي في مقال بالمجلة إن هذا التصعيد والتهديدات المتبادلة فرضت حقائق قاسية ومؤلمة على أرض الواقع، وجعلت الأزمة تزداد تفاقما، بل وجعلتها تنذر باندلاع حرب على أرض الواقع.

وأشار الكاتبان إلى أن الخطاب الاستفزازي من جانب كيم ربما يعتبر متوقعا ويمكن التنبؤ به، وذلك سواء كان للاستهلاك المحلي أو للحفاظ على صورته الصعبة والحازمة على الساحة العالمية، ولكن الخطاب الصادر عن الرئيس ترمب في المقابل يعتبر ردا غير مسؤول.

كيم جونغ أون يشهد تجربة صاروخية وسط عدد من الخبراء (رويترز)
كيم جونغ أون يشهد تجربة صاروخية وسط عدد من الخبراء (رويترز)

تهديدات متبادلة
وأشارت المجلة إلى أن ترمب استخدم في التهديدات التي أطلقها قبل أيام لغة قاسية بقوله إن كوريا الشمالية ستواجه بـ"نيران وغضب" لم يشهدهما العالم من قبل إذا هددت الولايات المتحدة مرة أخرى، وأنه كرر هذه التهديد مرتين.

وقالت المجلة إن تهديدات ترمب هذه من شأنها أن تزيد من استفزاز الرئيس الكوري الشمالي وتبعث على الاضطراب الشديد والقلق لدى كل من الصين واليابان وكوريا الجنوبية، كما أنه وضع نفسه وبلاده في موقف صعب للغاية، وإنه يتعين عليه الآن إما أن يستجيب بقوة ويتخذ إجراء معينا أو أن يتراجع فيكشف عن الضعف وعدم التصميم.

وأضافت أن ثمة خيارا آخر أمام الأميركيين وهو أن يبادروا إلى قبول مبدأ امتلاك كوريا الشمالية للأسلحة النووية، وقالت إنه ليس الخيار الأمثل، ولكن يمكن للولايات المتحدة احتواء الأمر واللجوء إلى إستراتيجية الردع والدفاع ضد التهديدات النووية المحتملة لبيونغ يانغ.

وأشارت إلى أن تعاون الصين في حل الأزمة الكورية الشمالية يعتبر ضروريا ولكنها لن تبادر إلى الضغط على كيم الذي يشكل بالنسبة إليها جدارا هاما ضد توسع نطاق القوة الأميركية في المنطقة.

undefined

رؤوس نووية
وقالت ناشونال إنترست إن بيونغ يانغ لن تتوانى عن الاستمرار في إجراء التجارب على الصواريخ البالستية العابرة للقارات والقادرة على حمل رؤوس نووية، وذلك حتى يتمكن الجيش الكوري الشمالي من التأكيد للزعيم كيم أن لديه قدرة تشغيلية ذات مصداقية لضرب أهداف أميركية ذات قيمة عالية.

وفي السياق ذاته، نشرت مجلة نيوزويك مقالا للكاتب مارتي ليدرمان تساءل فيه عن صلاحيات الرئيس الأميركي، وما إذا كان بإمكانه توجيه الضربة الأولى ضد كوريا الشمالية دون الحاجة لموافقة الكونغرس.

وأوضح ليدرمان أن هذا التساؤل يعني إذا ما كان لدى الرئيس السلطة القانونية للتصرف من جانب واحد، وأنه يعني كذلك إذا ما كان للكونغرس القدرة العملية على وقف الرئيس إذا قرر أنه يتمتع بهذه السلطة.

من جانبها، قالت مجلة فورين أفيرز إن الرئيس الكوري الشمالي كيم يبدو آمنا إزاء ما يمتلك من قوة وإنه لا يخشى التهديدات الخارجية، وأشارت إلى أن كثيرين يتساءلون عما إذا كانت واشنطن وبيونغ يانغ على وشك الانزلاق إلى أتون الحرب.

وأضافت أن كوريا الشمالية أمضت سبعة عقود تحت التهديد الأميركي، وأن تهديدات ترمب تبرر خطاب كيم العدواني وتسهم في تأكيده على المضي في بناء ترسانته النووية.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية