إعادة محاكمة مجرمي "بلاك ووتر" انتكاسة للضحايا وعائلاتهم

ويقول مراسل الصحيفة سودرسان رغفان إنه كان يعمل في بغداد في 16 سبتمبر/أيلول 2007 عندما فتح عناصر الشركة الأمنية النار، وحيث كان أغلب الضحايا داخل سياراتهم في ساحة النسور المزدحمة ذات الحراسة المشددة في ذلك الوقت، وإنه يتذكر السيارة البيضاء.
ويضيف أن الدكتورة العراقية محاسن محسن كاظم (46 عاما) كانت برفقة ولدها أحمد (عشرون عاما) الذي يقود السيارة، وذلك بعد أن أكملا مشوارهما لذلك اليوم وأحضرا طلبات قبول جامعية لإحدى بناتها.
وقال إنه سرعان ما أقبلت قافلة من السيارات التابعة للشركة الأمنية بلاك ووتر ودخلت الساحة، حيث كان ضباط عراقيون يحاولون إيقاف المركبات، وأن هذا الأمر تزامن مع اقتراب السيارة البيضاء التي يقودها أحمد.
وأضاف أن أحد عناصر بلاك ووتر بادر بإطلاق النار على السيارة دون سابق إنذار، الأمر الذي أسفر عن مقتل أحمد، ونسب إلى ضابط المرور العراقي سرحان ذياب القول إن الرصاصة اخترقت الزجاج الأمامي قبل أن تخترق رأس أحمد، وأن والدته كانت تمسك به صارخة طلبا للمساعدة.

تكثيف الهجوم
ويمضي مراسل الصحيفة بالقول إنه في غضون ثوانٍ، فإن عناصر بلاك ووتر سرعان ما كثفوا هجومهم باستخدام المدافع الرشاشة والقنابل اليدوية، الأمر الذي أدى إلى مقتل السيدة على الفور، وإن الهجوم أسفر عن مقتل 14 عراقيا وإصابة 17 آخرين بجروح، وإنه كان من بين الضحايا أطفال وطلاب جامعات ومهنيين.
وأضاف أن عمليات القتل في هذا الهجوم أثارت موجة كبيرة من الغضب، وسط الدعوات للمساءلة والمحاكمة، وأن هذا الهجوم يذكر المرء بأحلك لحظات الحرب العراقية، وأنه ألحق الضرر بسمعة الولايات المتحدة وبعلاقتها مع الحكومة العراقية.
وقال إنه عندما رفضت واشنطن خضوع حراس بلاك ووتر للمحاكمة في العراق، سرعان ما أصبح الحادث يرمز إلى القوة الأميركية غير الخاضعة للمساءلة، بل إنه أدى إلى إعادة تقييم الاعتماد على مقاولي الأمن الخاص في مناطق الحروب.
وأضاف المراسل أن عناصر الشركة الأمنية أخبروا محققي وزارة الخارجية في البداية أنهم أطلقوا النار على السيارة البيضاء لأنها كانت مقبلة تجاههم بسرعة عالية وأنها لم تتوقف، لكن العديد من الشهود قالوا لي إن السيارة كانت تتحرك ببطء وبطريقة لا تبعث على التهديد.
وأشار إلى أن محققين عسكريين أميركيين خلصوا في وقت لاحق إلى أن حراس بلاك ووتر فتحوا النار دون تعرضهم لأي استفزاز وأنهم استخدموا القوة المفرطة.
وأوضح المراسل أن هيئة محلفين اتحادية وجدت في 2014 أربعة من حراس هذه الشركة الأمنية مذنبين بقتل مدنيين عزل، وأنها حكمت على أحدهم بالسجن مدى الحياة، وعلى ثلاثة آخرين بالسجن لمدة 30 عاما لكل منهم.
وعودة إلى الوقت الراهن، فقد قال المراسل إن خطوة محكمة الاستئناف التي اتخذتها الأسبوع الماضي بإعادة محاكمة المتهم الرئيسي في هذا الهجوم نيكولاس سلاتن، لتعتبر انتكاسة كبرى بالنسبة للضحايا وعائلاتهم.
وأشار إلى عزم المحكمة كذلك على إعادة محاكمة ثلاثة آخرين من شركائه في الجريمة سبق أن صدر بحق كل منهم حكما بالسجن ثلاثين عاما.