إنترسبت: لترمب دوره بأفول الإمبراطورية الأميركية

Republican U.S. presidential nominee Donald Trump rallies with supporters at Orlando Melbourne International Airport in Melbourne, Florida, U.S. September 27, 2016. REUTERS/Jonathan Ernst
ترمب اتخذ عددا من القرارات المفاجئة على المستويين الداخلي والدولي (رويترز)
تناول موقع ذي إنترسبت الأميركي شأن الولايات المتحدة على المستوى الداخلي والدولي، وذلك في ظل توقع بعض النقاد انهيار الإمبراطورية الأميركية؛ وأشار إلى دور رئاسة دونالد ترمب في هذا التراجع المتوقع للهيمنة الأميركية.

فقد نشر الموقع مقالا مطولا للكاتب جيرمي سكاهيل -أحد محرري الموقع الثلاثة المؤسسين ومؤلف كتاب الحروب القذرة- أشار فيه إلى أن ترمب يواجه تحقيقات مكثفة، تتعلق بمدى تورط روسيا المزعوم في الانتخابات الأميركية عن طريق التواصل مع بعض مساعديه أو أقاربه.

وقال الكاتب إنه بالرغم من هذا الأمر، فإن ترمب يعتبر بمثابة رئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي الذي يقوم بقتل أعداد مذهلة من المدنيين حول العالم بشكل متزايد.

وأضاف أن الولايات المتحدة تصّعد في عهد ترمب من حربها في أفغانستان ومن عملياتها العسكرية في كل من العراق وسوريا، وتشن غارات جوية بشكل سري في كل من الصومال واليمن، "بل تساعد بشكل علني في تقديم التسهيلات للسعودية في حرب الإبادة والتدمير التي تشنها على اليمن".

جنود أميركيون في قاعدة عسكرية أميركية في القيارة جنوبي الموصل بالعراق أواخر 2016 (رويترز)
جنود أميركيون في قاعدة عسكرية أميركية في القيارة جنوبي الموصل بالعراق أواخر 2016 (رويترز)

حروب خارجية
وقال إن من بين المؤشرات على تراجع الدور الأميركي على المستوى الدولي ما يتمثل في اتساع نطاق حروبها الخارجية وفي سياستها الخارجية، وفي تزايد دور كل من الصين وروسيا على المسرح العالمي.

وقال إن الصين سعت إلى توسيع نفوذها العالمي بشكل هادئ وسريع ودون أن تنشر جيشها على الأراضي الأجنبية، وأوضح أن كتابا جديدا لأستاذ التاريخ في جامعة وسكنسون الأميركية ألفريد ماكوي يتوقع فيه أن يتجاوز التأثير الصيني نفوذ الولايات المتحدة على الصعيد العالمي، وذلك على المستويين العسكري والاقتصادي بحلول 2030.

ويضيف الكاتب أن ماكوي يتوقع في كتابه أن تأثير الإمبراطورية الأميركية لن يبقى على حاله، وأن رئاسة ترمب تعتبر من أبرز وأوضح العوامل التي تدل على تآكل الهيمنة العالمية للولايات المتحدة.

وقال إنه بالرغم من أن رئاسة ترمب لا تعتبر السبب الجذري لهذا الأفول الأميركي، فإن ترمب يساعد على تسريع تراجع هذه الإمبراطورية.

وقال الكاتب إن ماكوي -الذي يعد أكاديميا معروفا ومؤلفا للعديد من الكتب التي من بينها ما تناول فيه برنامج التعذيب بعد هجمات 11 سبتمبر– يرى أن غزو العراق في 2003 يعد بداية النهاية بالنسبة للولايات المتحدة، وأن كتابا جديدا له سيصدر في سبتمبر/أيلول القادم بعنوان "في ظلال القرن الأميركي" يتحدث فيه عن صعود وتراجع القوة العالمية الأميركية.

إحباط الأميركيين
ويرى ماكوي في كتابه "القرن الأميركي" أن نشوة الانتصار الكبير للولايات المتحدة سرعان ما ستتحطم وتتلاشى بحلول 2025 أو 2030 على أبعد تقدير، وذلك حيث سيعاني غالبية الأميركيين من الإحباط جراء العديد من العوامل الاقتصادية التي تؤثر عليهم سلبا في عشرينيات القرن الحالي القادمة.

ويوضح ماكوي أن هذه المعاناة المتوقعة للأميركيين تعود لارتفاع الأسعار وتراجع معدل الأجور وتضاؤل القدرة التنافسية الدولية، وذلك بعد سنوات من تضخم العجز الذي تسهم فيه الحروب المتواصلة على الأراضي البعيدة.

ويضيف ماكوي أن الدولار الأميركي سيفقد في 2030 وضعه الخاص باعتباره العملة الاحتياطية المهيمنة في العالم، ويتحدث بإسهاب عن الارتفاعات في أسعار المواد المختلفة وعن زيادة التكاليف في مختلف المجالات وخاصة ما يتعلق بالسفر والتقنية.

ويقول إن الصين وروسيا والهند وإيران وقوى أخرى تشكل تحديا استفزازيا لهيمنة الولايات المتحدة في المحيطات وفي الفضاء والفضاء الإلكتروني، وذلك في ظل كون أميركا غير قادرة على دفع فواتيرها.

ويمضي سكاهيل في الحديث بإسهاب عما يتعلق بالسياسات الأميركية على المستويين الداخلي والخارجي، والتي تنذر بتراجع الدور السيادي للولايات المتحدة في العالم، وذلك بعد أن أجرى مقابلة مطولة مع أستاذ التاريخ ماكوي قبل أيام.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية