تحذير من عواقب إجهاض الاتفاق النووي الإيراني

Officials wait for a meeting with officials from P5+1, the European Union and Iran ahead of the opening of a plenary session on Iran nuclear talks at the Beau Rivage Palace Hotel in Lausanne, Switzerland, on March 31, 2015. Foreign ministers from major powers kicked off early a final scheduled day of talks aimed at securing the outlines of a potentially historic nuclear deal with Iran by a midnight deadline. AFP PHOTO / FABRICE COFFRINI
اجتماع لأطراف الاتفاق النووي مع إيران بمدينة لوزان السويسرية نهاية مارس/آذار 2015 (الفرنسية)

حذرت مجلتا ذي أتلانتك ونيوزويك من أن عواقب وخيمة ستحدث إذا أجهضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاتفاق النووي مع إيران، وذلك بعدما تردد الأسبوع الماضي أن البيت الأبيض كلف مجموعة صغيرة بإجهاض الاتفاق.

وقالت ذي أتلانتك إن تحديات إيران التي تواجه الولايات المتحدة ثلاثة؛ وهي برنامجها النووي، وتطوير أسلحتها التقليدية، ودعمها مجموعات مسلحة بالشرق الأوسط، وإن الحل الوحيد في نظر مجموعة بالبيت الأبيض وإسرائيل وبعض دول الخليج هو تغيير النظام في طهران.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، التي تسببت كوارث تغيير الأنظمة في العراق وأفغانستان في رفضها هذا التوجه، حاولت تجزئة مشكلة إيران وركزت أولا على البرنامج النووي، وحققت إنجازا كبيرا.

لكن ذلك الإنجاز أغضب بعض الأميركيين وإسرائيل وبعض الشركاء الخليجيين، رغم حصوله على إشادات من قبل عسكريين وإستراتيجيين أميركيين كبار منخرطين في التعامل مع أزمة كوريا الشمالية، وعبروا عن تطلعهم للتوصل إلى اتفاق مماثل مع بيونغ يانغ.

الخيار العسكري
وتوقعت المجلة في حال إنهاء الاتفاق النووي الإيراني بسبب واشنطن أن تنتهي الدبلوماسية متعددة الأطراف التي حقق أوباما نجاحا في استخدامها لاحتواء طموحات إيران النووية؛ وبالتالي لن يتبقى إلا الخيار العسكري، الذي قالت المجلة إنه ربما يكون الخيار الذي يتطلع إليه بعض المسؤولين بالبيت الأبيض وإسرائيل وبعض دول الخليج، وتعارضه وزارتا الخارجية والدفاع ويعارضه حلفاء أميركا ومن صوتوا لترمب.

وعلقت ذي أتلانتك بأن بعض أعضاء إدارة ترمب ربما تدفعهم الرغبة في المجيء بما يخالف سياسات أوباما التي أوسعوها هجوما ورفضا حتى إذا كان ذلك يؤدي بهم إلى اتباع سياسات غير حكيمة، مضيفة أن إجهاض الاتفاق النووي الإيراني سيكون خطأ تاريخيا.

أما مجلة نيوزويك فقالت إن إدارة ترمب قررت رسميا مرة أخرى أن إيران مستمرة في التزامها بالاتفاق النووي، رغم أن ترمب نفسه كان على وشك رفض إصدار هذا القرار. واستنتجت المجلة أن هناك انقساما بإدارة ترمب، وأن الأخير كان على وشك مخالفة الواقع والحقائق.

نذير شؤم
وأوضحت أنه وفي آخر دقيقة نجحت مجموعة بفريق الأمن القومي تضم وزيري الخارجية والدفاع ومستشار الأمن القومي في إقناع ترمب بقول الحقيقة وإصدار شهادة بأن طهران مستمرة في تنفيذ ما يستلزمه الاتفاق النووي.

ووصفت نيوزويك ذلك بنذير الشؤم حول نوايا ترمب الذي أدان مرات لا تحصى الاتفاق النووي مع إيران ووصفه بالاستسلام المرضي من قبل إدارة أوباما وتعهد بإلغائه.

وقالت إن نوايا ترمب التي لم تتحقق بعد، ليست خاطئة فحسب، بل ستضع إدارته في موقف حرج نظرا إلى أن أطراف الاتفاق النووي الآخرين –بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا وكذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية– يعلمون أن إيران قدمت تنازلات كبيرة ومستمرة في التزامها بنص الاتفاق، وبالتالي إذا انسحبت واشنطن من الاتفاق، زاعمة على غير الواقع أن طهران قد انتهكته، فإن هذه الدول الكبيرة لن تقف إلى جانبها، ولن تتم إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران، وستبدو الولايات المتحدة كالدولة المارقة.

وحذرت نيوزويك من الاندفاع وراء ما يثير الحرب وتغيير النظم في الشرق الأوسط، والموافقة مرة أخرى بعد ثلاثة أشهر على قول الحقيقة حول التزام إيران بمقتضيات الاتفاق النووي.     

المصدر : الصحافة الأميركية