بيلين يحذر من ديمومة الترتيبات الجديدة بالحرم

إجراءات الاحتلال العسكرية في القدس وعلى أبواب الأقصى
إجراءات الاحتلال العسكرية في القدس وعلى أبواب الأقصى (الجزيرة-أرشيف)

قال يوسي بيلين الكاتب بصحيفة (إسرائيل اليوم) إن عملية القدس الأخيرة شكلت خطورة حقيقية على إسرائيل لكون منفذيها مواطنين عربا من داخلها، وهو ما استدعى بعض الإجراءات التي قامت بها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وقوات الجيش والشرطة وجهاز الأمن العام الشاباك.

وأضاف أنه وإن جاءت هذه الإجراءات الأخيرة في المسجد الأقصى ضرورية لاعتبارات ميدانية وأمنية، فإنه يلزم إعادة الوضع في الحرم القدسي لما كان عليه قبل عملية القدس، حتى لا تتضرر علاقات إسرائيل مع الدول العربية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية معها.

وأضح بيلين -وهو وزير القضاء الإسرائيلي السابق- أن هذه الترتيبات الأمنية لا يجب أن تتحول إلى أمر ثابت يغير الوضع القائم في الحرم القدسي منذ عقود، ويجب أن تكون رسالة إسرائيل إلى العالم الخارجي واضحة، بأنها إجراءات أعدت خصيصا لمواجهة العمليات المسلحة، وليس لاستهداف المسلمين.

وقال بيلين، وهو أحد عرابي اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين، إن إسرائيل تتحمل مسؤولية ما عن الوضع الناشئ في الحرم القدسي، وهي مذنبة حقا في عدم التوصل مع الفلسطينيين إلى اتفاق سلام حتى الآن، بما في ذلك إيجاد حلول لموضوع القدس والبلدة القديمة.

الصراع مع الفلسطينيين
وأضاف أنه بدلا من ذلك، فضلت إسرائيل إطالة أمد الصراع مع الفلسطينيين وتجاهل الحلول الجذرية له. وأوضح أن هذا وإن لم يكن مبررا لما حصل يوم الجمعة من عملية دامية، فإنه قد يكون أحد التفسيرات الممكنة.

وأكد أن إسرائيل مطالبة بأن تدير بحذر وحكمة مسألة القدس والحرم القدسي، حتى لا تندلع موجة أخرى من العمليات الفلسطينية يكون سببها الأساسي هذه القضايا، ففي حين كان سبب الانتفاضة الأولى أن سائقا إسرائيليا دعس عمالا فلسطينيين، جاءت الانتفاضة الثانية بسبب دخول أرييل شارون إلى المسجد الأقصى.

وأوضح أن اليهود يجب أن يعلموا أن المسلمين لديهم قناعات بأن إسرائيل متجهة لإحداث تغييرات جوهرية في الواقع القائم بالحرم القدسي، بسبب ما يصدر عن بعض نواب الكنيست والوزراء اليهود بهذا الصدد، وربما أتت الإجراءات الأمنية الأخيرة في الحرم لتثبت صحة المخاوف الفلسطينية والعربية.

وختم بالقول إنه "لا يلزم أن تكون مؤرخا حتى تعلم كم هي الانتفاضات والثورات التي فجرها الفلسطينيون بسبب الأوضاع في الحرم القدسي".

المصدر : الصحافة الإسرائيلية