اختبار مبكر لعلاقة الصداقة بين ترمب وبوتين

ترمب وبوتين والاتفاق الثلاثي بسوريا
الاتفاق يعتبر أول إنجاز معلن عن اللقاء الذي تم بين ترمب وبوتين الجمعة الماضية في هامبورغ (الجزيرة)

قالت واشنطن بوست إن وقف إطلاق النار بجنوب غرب سوريا يُعتبر اختبارا مبكرا لعلاقة الصداقة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين، كما أنه يمثل المرة الأولى التي تتعاون فيها إدارة ترمب مع روسيا في أزمة دولية.

وذكرت الصحيفة في تقرير من بيروت أنه إذا كان لهذه الهدنة أن تستمر، فمن الممكن أن تفتح الباب لتعاون أعمق بين الولايات المتحدة وروسيا على طرق لتهدئة العنف والتقدم في اتفاقات أخرى لوقف النار بمناطق أخرى بسوريا.

ويُعتبر هذا الاتفاق أول إنجاز معلن عن اللقاء الذي تم بين ترمب وبوتين الجمعة الماضية في هامبورغ بـ ألمانيا.

حل دائم؟
ولا تزال تفاصيل الاتفاق غير معروفة بالكامل، ومن غير المعروف أيضا إن كانت ستفتح الباب أمام حل دائم لحرب سوريا التي استمرت ست سنوات.

وتشير واشنطن وموسكو إلى هذا الاتفاق بأنه يهدف لخفض التصعيد، الأمر الذي يعبر عن توقعات متواضعة للنجاح بعد عدد من محاولات وقف إطلاق النار الفاشلة السابقة من قبل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما للتعاون مع موسكو لوقف القتال في سوريا.

وما يجعل هذا الاتفاق مختلفا هذه المرة هو أن دفع عجلة السلام بسوريا تقودها روسيا الآن، خاصة وأنها أخذت زمام المبادرة في الدبلوماسية الدولية عقب هزيمة المعارضة السورية المسلحة في حلب في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

خطة روسية أوسع
ويعكس وقف النار هذا إذعان أميركا لخطة روسية أوسع لإنهاء العنف بإقامة سلسلة من مناطق خفض العنف على نطاق البلاد تشرف عليها قوى إقليمية أو دولية تتمتع بالنفوذ في كل منطقة سورية. وكان اتفاق سابق لإطلاق النار مع تركيا قد نجح إلى حد كبير في خفض العنف بشمال البلاد.

ومن شأن هذا الاتفاق أيضا أن يقيم آلية منفصلة للولايات المتحدة والأردن لاستخدام نفوذهما لدى المعارضة السورية المسلحة بجنوب غرب سوريا لوقف القتال، بينما تقوم روسيا بممارسة الضغط على حليفها الرئيس السوري بشار الأسد.

يُشار إلى أن إيران الحليف الرئيسي الآخر للأسد ليست طرفا في هذا الاتفاق، لكن لديها تأثير كبير على المنطقة عبر شبكتها من المليشيات بما فيها حزب الله اللبناني، وهناك مخاوف من أن تعمل طهران والحكومة السورية على عرقلة وقف النار الأخير هذا نظرا إلى أنه سيزيد من نفوذ واشنطن على هذا الجزء من سوريا.

ونسبت الصحيفة إلى المحلل بالمجلس الأطلنطي بواشنطن فيصل عيتاني قوله إذا تم تنفيذ وقف النار هذا بالكامل، فمن شأنه أن يعرّض للخطر هدف إيران بالسيطرة على منطقة نفوذ على طول الحدود الإسرائيلية والأردنية، كما يعرض رغبة الأسد في السيطرة على كامل أراضي سوريا لنفس المصير.

وأضاف عيتاني أن إيران والأسد سيوافقان على وقف النار إلى أن يتعارض مع أهدافهما، متسائلا عن الجهة التي يمكنها وقف إيران والأسد إذا بدآ إجهاض الاتفاق؟ وقال إن روسيا إما أن تكون واقفة إلى جانب الأسد أو أن تكون غير قادرة على فرض إرادتها.      

المصدر : واشنطن بوست