من يحكم شرقي سوريا بعد تنظيم الدولة؟

Militant Islamist fighters parade on military vehicles along the streets of northern Raqqa province June 30, 2014. Militant Islamist fighters held a parade in Syria's northern Raqqa province to celebrate their declaration of an Islamic "caliphate" after the group captured territory in neighbouring Iraq, a monitoring service said. The Islamic State, an al Qaeda offshoot previously known as Islamic State in Iraq and the Levant (ISIL), posted pictures online on Sunday of
قافلة لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أثناء استعراض في شوارع الرقة بسوريا منتصف 2014 (رويترز)
تناولت مجلة فورين أفيرز الأميركية شأن القوى اللاعبة في سوريا والساعية إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يتخذ من الرقة عاصمة له، وتساءلت عن من قد يسيطر على شرقي سوريا أو يحكمها في مرحلة ما بعد التنظيم.

وأشارت المجلة من خلال مقال للكاتب أندرو تابلر إلى أن طيران الولايات المتحدة سبق أن دمر في 18 من الشهر الماضي قافلة عسكرية لموالين للرئيس السوري بشار الأسد أثناء تقدمها تجاه قاعدة تل التنف قرب الحدود الأردنية، التي تديرها قوات أميركية وبريطانية للعمليات الخاصة.

وأضافت أن هذا الهجوم الأميركي على القافلة جاء بعد أيام من تصريح للقاعدة الروسية في حميميم يوضح أن الطيران الروسي والمستشارين العسكريين الإيرانيين سيدعمون قوات الأسد في محاولتها للاندفاع إلى شرقي البلاد.

وأشارت إلى أن تصريح القاعدة الروسية أوضح أن اندفاع القوات الموالية للأسد إلى شرقي سوريا إنما يهدف إلى تطهير الطريق من دمشق إلى بغداد، وإلى محاولة منع تشكّل أي منطقة عازلة بدعم أميركي في شرقي سوريا.

مقاتلون أكراد من وحدات حماية الشعب يتقدمون آليات عسكرية أميركية تنتشر في بلدة الدرباسية على الحدود مع تركيا (رويترز)
مقاتلون أكراد من وحدات حماية الشعب يتقدمون آليات عسكرية أميركية تنتشر في بلدة الدرباسية على الحدود مع تركيا (رويترز)

أسلحة ثقيلة
وقالت المجلة إن كل هذه الخطوات جاءت في أعقاب إعلان الولايات المتحدة في التاسع من الشهر الماضي نفسه أنها قد توفر أسلحة ثقيلة إلى قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية مكونها الرئيسي- من أجل دعمها في محاولة السيطرة على الرقة، الأمر الذي يثير غضب حليفة أميركا المتمثلة في تركيا.

وأضافت أن هذه الإجراءات هي اسميا تتعلق بالحرب على تنظيم الدولة، ولكن مختلف الجهات الفاعلة في سوريا تفكر بشكل متزايد في المرحلة اللاحقة أو في مرحلة ما بعد إلحاق الهزيمة بالتنظيم.

وقالت إن هناك مخاطر كبيرة تتمثل في احتمال أن تجد الولايات المتحدة نفسها هي وحلفاؤها في مواجهة مباشرة ليس فقط مع الأسد أو القوات الموالية له، ولكن مع داعميه من الروس والإيرانيين على حد سواء. وأوضحت أن هذه المخاطر سبق أن كانت مخففة في ظل حاجة الطرفين لمحاربة تنظيم الدولة.


وقالت إنه من أجل ضمان عدم وقوع مواجهة عسكرية بين أميركا وروسيا في سوريا، فإنه ينبغي للطرفين أن يتفقا على معايير لإنشاء منطقة لخفض التصعيد في جنوب سوريا، بحيث يكون من شأنها الحفاظ على التركيز على تنظيم الدولة، وكذلك احتواء طموحات إيران الساعية لإيجاد جسر بري عبر سوريا إلى البحر المتوسط.

وأسهبت فورين بوليسي في الحديث عن تعقيدات الأزمة السورية المتفاقمة، وعن دور اللاعبين الخارجيين فيها، وعن سير المعارك الدائرة في شرقي البلاد، وتساءلت عن من قد يسيطر على هذه المناطق المختلفة بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة في نهاية المطاف.

المصدر : الجزيرة + فورين أفيرز