أميركا أكثر تحمسا لضرب الأسد من تدمير تنظيم الدولة

إسقاط مقاتلة لنظام الأسد.. سابقة أميركية بالأزمة السورية
علق الكاتب روبرت فيسك على إسقاط أميركا مقاتلة سورية الأحد الماضي بأن له علاقة صغيرة بهدفها في الصحراء قرب الرصافة، ولكن له علاقة كبيرة بتقدم الجيش السوري قرب القوات الكردية المدعومة من قبل الولايات المتحدة على طول الفرات.

وأشار فيسك في مقاله بصحيفة إندبندنت إلى تزايد شكوك السوريين في الأشهر الأخيرة من أن معظم القوات الكردية في شمال سوريا -الكثير منهم كانوا في تحالف مع حكومة الأسد حتى وقت قريب- قد ربطوا مصيرهم بالأميركيين.

وأضاف أن الجيش في دمشق لا يخفي حقيقة أنه أنهى إمداداته من الأسلحة والذخائر العادية للأكراد، وقد غضب النظام السوري لمعرفة أن القوات الكردية استقبلت مؤخرا مبعوثا من دولة الإمارات، وهناك معلومات غير مؤكدة بأن مبعوثا سعوديا زار الأكراد أيضا.

الجيش السوري على أرض الواقع يقوم الآن بأحد أكثر عملياته طموحا منذ بداية الحرب بالتقدم نحو محافظة السويداء جنوبي ريف دمشق ويتحرك بالتوازي مع الفرات في محاولة واضحة من الحكومة لتحرير دير الزور المحاصرة منذ أكثر من أربع سنوات

وقال إن هذا الأمر تم بطبيعة الحال بعد خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب "الشائن" في الرياض، الذي قدم فيه الدعم الأميركي الكامل للنظام الملكي السعودي في سياساته المعادية لإيران والسوريين، ثم دعم لاحقا الحصار الذي قادته السعودية ضد قطر.

وذكر الكاتب أن الجيش السوري على أرض الواقع يقوم الآن بأحد أكثر عملياته طموحا منذ بداية الحرب بالتقدم نحو محافظة السويداء جنوبي ريف دمشق، ويتحرك بالتوازي مع الفرات في محاولة واضحة من الحكومة "لتحرير" دير الزور المحاصرة منذ أكثر من أربع سنوات وبداخلها أكثر من 10 آلاف جندي سوري.

وإذا تمكن الجيش من رفع الحصار فسيشارك هذا العدد من الجنود في استعادة المزيد من الأراضي. والأهم من ذلك أن الجيش السوري يشتبه في أن تنظيم الدولة قد يحاول اقتحام حامية دير الزور وإعلانها "عاصمة" بديلة له في سوريا، خاصة أنه على وشك فقدان مدينة الرقة أمام الأكراد والقوات العراقية المدعومة أميركيا.

وفي هذا السياق، يقول فيسك إن الضربة الأميركية كانت نوعا من التحذير للسوريين بالبقاء بعيدا عن قوات سوريا الديمقراطية، الاسم الواجهة لأعداد كبيرة من الأكراد وعدد قليل من المقاتلين العرب. وسيستولي الأكراد على الرقة، ربما باتفاق بين موسكو وواشنطن، لأن الجيش السوري أكثر اهتماما بتخفيف الضغط عن دير الزور.

وتساءل الكاتب عما تفعله أميركا بمهاجمتها قاعدة جوية للأسد قرب حمص ثم حلفاء النظام قرب التنف والآن إسقاط إحدى مقاتلاته، ورأى أنه يبدو من هذا السيناريو أن واشنطن باتت الآن أكثر تحمسا لضرب الأسد ومؤيديه الإيرانيين داخل سوريا من تدمير تنظيم الدولة، وأن هذا الأمر سيكون وفق سياسة السعودية، وربما هذا ما يريده نظام ترمب. ومن المؤكد أن الإسرائيليين قصفوا قوات النظام السوري وحزب الله والإيرانيين، لكنهم لم يفعلوا ذلك أبدا مع التنظيم.

وأضاف أنه من المفيد أن يبدي الغرب الآن غضبا أكبر على استخدام نظام الأسد للغازات السامة من الوحشية المستمرة لتنظيم الدولة تجاه المدنيين في معظم مناطق "الخلافة" التي لا يزال يحتلها في سوريا والعراق.

وختم فيسك مقاله متسائلا: هل تريد واشنطن ببساطة تفكيك سوريا وتركها كدولة فاشلة؟ وهل يمكن أن تنجح عندما تهدد روسيا بمهاجمة الطائرات الأميركية إذا أسقطت طائرة سورية أخرى؟

المصدر : إندبندنت