التوتر الروسي الأميركي بسوريا اختبار لإدارة ترمب

U.S. President Donald Trump refers to amounts of temperature change as he announces his decision that the United States will withdraw from the landmark Paris Climate Agreement, in the Rose Garden of the White House in Washington, U.S., June 1, 2017. REUTERS/Joshua Roberts
ترمب لم يبد اهتماما بهدف إستراتيجي أكبر من هزيمة تنظيم الدولة (رويترز)

اعتبرت صحيفة وول ستريت جورنال أن التطورات الأخيرة في سوريا التي تمثلت في التوتر بين موسكو وواشنطن عقب إسقاط طائرة للنظام السوري بريف الرقة، اختبار لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

فبعد أن أسقط التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة مقاتلة تابعة للنظام السوري الأحد الماضي لحماية قوات سوريا الديمقراطية، هددت كل من روسيا وإيران باستهداف الطائرات الأميركية غربي الفرات.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن خطر التصعيد حقيقي، وإنه ليس مجرد مناوشة يمكن للولايات المتحدة أن تتجنبها، مشيرة إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاءه في موسكو وطهران يعلمون أن أيام تنظيم الدولة معدودة في الرقة، لذلك فهم يسعون لضمان السيطرة على أكبر قدر من المناطق، وهو ما يعني سحق قوات سوريا الديمقراطية.

وتابعت أن البيت الأبيض ووزارة الدفاع (بنتاغون) تفاعلا مع التهديدات بضبط النفس، ودعوا إلى تخفيف التصعيد وفتح خطوط الاتصال الساخنة، ولكن إذا ما أصرت سوريا وحلفاؤها على التصعيد، فليس أمام الولايات المتحدة سوى التراجع أو الاستعداد لمزيد من الجهود المتضافرة من أجل حماية الحلفاء، وكذلك الطائرات الأميركية.

وتشير وول ستريت جورنال إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما أوقع الولايات المتحدة في مأزق عندما تسبب تنازله عن سوريا في فتح المجال أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتدخل.

فلو أن الولايات المتحدة -تتابع الصحيفة- أقامت منطقة حظر جوي في سوريا ومناطق آمنة لحماية النازحين، فإن الكرملين ربما كان أكثر حذرا، لذلك قامر بوتين على موقف أوباما بأنه سيحتج ولن يفعل شيئا، وكان محقا في ذلك. والآن الروس يختبرون ترمب حيث يناور الجميع من أجل ما بعد تنظيم الدولة.

ترمب أيد "المناطق الآمنة" للنازحين وقوات المعارضة حينما كان مرشحا للرئاسة، ولكنه لم يبد اهتماما بهدف إستراتيجي أكبر من هزيمة تنظيم الدولة بعد فوزه، وقد حان الوقت لإعادة النظر في التفكير لأن سوريا وروسيا وإيران تعرف ماذا تريد، وفق تعبير الصحيفة.

ماذا يريدون؟
وتوضح وول ستريت جورنال أن الأسد يريد بسط السيطرة على كل سوريا، وليس على بلد مفتت بين علوي وسني وكردي، وإيران تريد نفوذا شيعيا يمتد من طهران إلى بيروت، في حين يريد بوتين ميناء على المتوسط وإظهار أن روسيا يمكن الوثوق بها عند الوقوف مع الحلفاء، في حين أن أميركا لا يعول عليها، وهذه جميعها لا تصب في المصلحة الأميركية، وفق تعبير الصحيفة.

وتختم بأن البديل عن كل هذا هو إظهار أن الأسد وإيران وروسيا سيدفعون ثمنا باهظا بسبب طموحاتهم، وهذا يعني عدم التراجع عن الدفاع عن الحلفاء على الأرض، والرد على أي محاولة صاروخية روسية لإسقاط الطائرات الأميركية.

وترى الصحيفة أن روسيا لا ترغب بمواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة ولكن موسكو ستستمر في الضغط لتحقيق مرادها ما لم يكن ترمب أكثر صرامة من سلفه أوباما.

المصدر : وول ستريت جورنال