الأطفال الناجون بالموصل يعانون آثار المجاعة

ذكر تقرير لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن الأطفال والرضع الذين يجري إنقاذهم من مناطق كانت تابعة لتنظيم الدولة في الموصل بلغ بهم الضعف والوهن مبلغه من سوء التغذية حتى أنهم يبدون كالأطفال الذين يعانون من المجاعة في أفريقيا بحسب مشاهدات الأطباء.
وأشارت مراسلة الصحيفة في بلدة حمام العليل (جنوب الموصل) جوسي إنسور إلى أن حصار التنظيم للجانب الغربي من المدينة ترك ما لا يقل عن مئة ألف ساكن دون طعام كاف وفي خطر حقيقي من الموت جوعا إذا استمر القتال لفترة أطول.
ويقول أطباء الأطفال في مخيم اللاجئين بحمام العليل إن معظم الحالات التي فحصوها جاءت من الأحياء التي في ضواحي المدينة القديمة، وأعربوا عن قلقهم بأن ما شاهدوه هو غيض من فيض وأن الأسوأ من ذلك قادم في الأيام والأسابيع التالية.
وقالت الدكتورة ميعاد الشمري للصحيفة "نادرا ما نرى حالات كهذه في العراق. والمأساة هي أن هذا ليس جفافا كالمشاهد في أفريقيا، بل هي مأساة كاملة من صنع الإنسان ووحوش التنظيم هم الذين يجوعون الأطفال حتى الموت. والأطباء لم يكونوا مهيئين لأزمة بهذا المستوى".
تحكي إحدى الأمهات أنهن لم يذقن أي طعام طازج منذ نهاية يناير/كانون الثاني عندما حاصر التنظيم حي الزنجيلي الذي يعشن فيه |
وأضافت أن الأطباء يتفحصون نحو عشرين حالة يوميا من سوء التغذية الحاد لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة وتمكنوا من الوصول إلى الأمان.
سوء التغذية
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش العراقي في وقت سابق من هذا العام قطع آخر طريق إمدادات رئيسي للتنظيم من الموصل إلى سوريا، محاصرين آخر المقاتلين داخل المدينة، بيد أنهم خلقوا أيضا نقصا حادا في الغذاء.
وما تبقى من الإمدادات البسيطة كانت باهظة الثمن فوق طاقة معظم الناس أو كان يحتفظ بها لأفراد التنظيم أو مؤيديهم.
وقالت الدكتورة الشمري إن جزءا من المشكلة هو في أمهات يربين أطفالهن عادة على الحليب الصناعي الذي يكاد يكون من المستحيل الوصول إليه في الموصل. وحتى إذا رغبن في الرضاعة الطبيعية، فإن العديد من الأمهات يجدن صعوبة بسبب الضغط الجسدي والنفسي من العيش في منطقة حرب.
وتحكي إحدى الأمهات أنهن لم يذقن أي طعام طازج منذ نهاية يناير/كانون الثاني عندما حاصر التنظيم حي الزنجيلي الذي يعشن فيه، وكن يلجأن إلى غلي الأرز وإعطاء الأطفال المياه المتبقية منه وأحيانا كن يقدمن لهم شايا محلى.
وذكرت الصحيفة أن منظمة أطباء بلا حدود فتحت عنبرا جديدا للأطفال في القيارة التي تبعد ستين كيلو مترا جنوب الموصل للتعامل مع العدد المتزايد من حالات سوء التغذية، وهذا العنبر ممتلئ لدرجة أن ثلاثة مرضى يتشاركون سريرا واحدا، وبعض الأطفال كانت أوزانهم أقل من نصف الوزن لمن هم في أعمارهم، وقالت أطباء بلا حدود إن نحو 10% من الأطفال الرضع الخارجين من غرب الموصل يصل سوء التغذية فيهم إلى مستوى حرج. وهناك خوف من أن تلك الحالات لن تقوى على الصمود.