صحف أميركية تنتقد تناقض إدارة ترمب بشأن الخليج

U.S. President Donald Trump refers to amounts of temperature change as he announces his decision that the United States will withdraw from the landmark Paris Climate Agreement, in the Rose Garden of the White House in Washington, U.S., June 1, 2017. REUTERS/Joshua Roberts
تصريحات الرئيس دونالد ترمب تثير ارتباكا داخل إدارته (الأوروبية)

تناولت بعض عناوين الصحف الأميركية تداعيات الموقف الأميركي المتناقض بشأن الأزمة الدبلوماسية بين قطر وبعض دول الجوار الخليجية، وأثر ذلك على مساعي حلها وعلى المنطقة.

فقد أشار تقرير واشنطن بوست إلى دعوة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس الجمعة مجموعة الدول العربية التي تقودها السعودية لتخفيف الحصار المفروض على قطر وحثها على حل خلافاتها.

وأضافت الصحيفة "لكن ما لبث الرئيس ترمب أن قوض تلك التصريحات بعد أقل من ساعة عندما قال في مؤتمر صحفي مع رئيس رومانيا إن الإجراء الذي قادته السعودية ضد قطر كان صعبا لكنه ضروري".

وقال ترمب إنه كان قد استشير مسبقا من قبل الدول التي "تحدثت له عن مواجهة قطر" التي قال عنها إنها كانت تاريخيا "ممولة للإرهاب على مستوى عال جدا".

وأضاف ترمب أنه كنا قد قررنا مع تيلرسون و"جنرالاتنا وجيشنا العظيم أن الوقت قد حان لمطالبة قطر بإنهاء هذا التمويل وأيديولوجيتها المتطرفة".

وكان تيلرسون قد دعا السعودية والإمارات والبحرين ومصر لتخفيف الحصار، محذرا من أنه يسبب معاناة إنسانية في قطر ويضر بالتجارة الأميركية والدولية ويعرقل الإجراءات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

تناقض واضح
وألمحت الصحيفة إلى اعتراف مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية بعد تصريحات ترمب بوجود اختلاف في اللهجة مع تيلرسون، وقال مفسرا هذا التناقض الواضح "لكني أعتقد أن السياسة متسقة".

حملة محاصرة الأضرار الناجمة عن مثل هذه التصريحات المتناقضة انهارت بعد ظهر الجمعة عندما عرض ترمب بقطر واتهمها بتمويل الإرهاب وعلى أعلى مستوى

وأضاف المسؤول -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن ترمب لا يعارض تخفيف الحصار، مع أنه لم يذكر ذلك، لكنه "يعتقد أن قطر تستحقه".

وقال المسؤول أيضا إن هذه الدول "تريد مواصلة الضغط" بإلغاء الرحلات الجوية مع قطر و"سحب السفراء، وترمب موافق على هذا".

وقال المسؤول "ربما كان لتيلرسون رأي في البداية ثم كان لترمب رأيه، ومن الواضح أن رأي الرئيس هو الذي يسود".

وفي السياق، كتب بول ماكليري في مجلة فورين بوليسي أنه بعد أقل من أسبوع على احتفال إدارة ترمب وتفاخرها بعزل دول الخليج لقطر تسعى الإدارة الآن إلى صياغة سياسة متماسكة تجاه المنطقة لا تعرقل عمليات مكافحة الإرهاب الأميركية أو تنفر الحلفاء القدامى.

وأشار الكاتب إلى عدم التنسيق في التصريحات التي صدرت عن وزارة الخارجية ووزارة الدفاع أمس الجمعة وتدارك وزارة الدفاع للأمر وإصدارها بيانا متسقا مع الخارجية.

وأردف أن حملة محاصرة الأضرار الناجمة عن مثل هذه التصريحات المتناقضة انهارت بعد ظهر الجمعة عندما عرض ترمب بقطر واتهمها بـ"تمويل الإرهاب وعلى أعلى مستوى"، ودعاها لوقف تمويل الجماعات المتطرفة قائلا "لا يمكن لدولة متحضرة أن تتسامح مع هذا العنف أو تسمح لهذه الأيديولوجية الشريرة بالانتشار على شواطئها".

الإستراتيجية الكبرى
وفي زاوية أخرى بنفس المجلة علق الكاتب ستيفن والتر بأن رؤساء أميركا عموما لم يألوا جهدا في إفساد الأمور بالشرق الأوسط، وأردف أن ترمب تفوق عليهم في ذلك.

وتساءل والتر: هل تعود إدارة ترمب بعد كل هذه الثرثرة والتبجح والجو الكوميدي العام إلى الإستراتيجية الكبرى الناجحة للشرق الأوسط التي اتبعها الرؤساء الديمقراطيون والجمهوريون خلال الحرب الباردة؟

وأشار الكاتب إلى ما قاله الباحث في شؤون الشرق الأوسط ليون هدار بأنها ستعود لهذه الإستراتيجية، حيث يعتقد أن هذا النهج أكثر منطقية من جهود الرئيس السابق جورج دبليو بوش في عسكرة "التحول الإقليمي" وبناء الدولة أو تبني "ويلسونية" باراك أوباما للربيع العربي، في إشارة إلى فكر الرئيس الأميركي الأسبق وودرو ويلسون صاحب مبادئ الدعوة إلى نشر الديمقراطية والرأسمالية ومناهضة الانعزالية وسياسة عدم التدخل وتأييد الإمبريالية لصالح التدخل لتعزيز المصلحة الوطنية.

ومع ذلك شككت المجلة في رأي هدار بأنه لا ينفع في الوقت الحاضر مع الوضع الذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط من عدم التجانس، ولذلك فلا حاجة للولايات المتحدة لأن تضاعف التزاماتها الحالية تجاه أي من بلدان المنطقة لأن شركاءها الحاليين لا يستحقون الدعم غير المشروط على أسس إستراتيجية أو أخلاقية.

المصدر : الصحافة الأميركية