هل اقتربت نهاية صهر ترمب السياسية؟
فقد نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا للكاتبة كاثلين باركر قالت فيه إن تقليد مناصب لمقربين يعد أمرا جيدا لأنه يمكن الوثوق بهم، لكنه يعد في الوقت نفسه أمرا سيئا حيث قد يصعب طردهم من مناصبهم عند الضرورة.
وأضافت الكاتبة أن الرئيس ترمب أحاط نفسه بعدد من أفراد عائلته وقلدهم مناصب رفيعة في إدارته، ومنهم ابنته إيفانكا ترمب وزوجها جاريد كوشنر الذي عينه كبير مستشاريه للشؤون الخارجية.
وأوضحت أن التحقيقات المتعلقة بـ"روسيا غيت" بدأت تصل لكوشنر، وذلك بدعوى سعيه لإقامة قناة اتصال سرية مع روسيا، وهي القناة التي يمكن للرئيس ترمب نفسه إجراءها من خلال وزارة الخارجية أو عن طريق وكالات المخابرات الأميركية المختلفة.
وأضافت أن كوشنر وليس ترمب هو الذي يفترض أنه من أجرى اتصالات مع السفير الروسي سيرغي كيسلياك في برج ترمب في نيويورك أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي. وقالت إن هذا يعني أن الرئيس ترمب لم يكن قد أصبح رئيسا للولايات المتحدة بعد، وتساءلت عن سر سعي كوشنر لفتح قناة اتصال سرية خاصة مع الكرملين.
مسؤول ظل
وأضافت الكاتبة أن الأدهى يتمثل في أن الجنرال المتقاعد مايكل فلين أو مستشار الأمن القومي السابق للرئيس ترمب كان حاضرا في الاجتماع الذي جمع "المواطن الخاص" كوشنر بالسفير الروسي، وتساءلت: ألا يكون لدى كبار المتقاعدين العسكريين خبرة كافية في معرفة أكثر؟ وذلك ما لم يكن فلين نفسه يؤيد الفكرة لأغراض لا تزال غير واضحة.
وأشارت إلى أن هناك اجتماعا آخر لكوشنر مع مصرفي روسي يعد مقربا من رئيس روسيا فلاديمير بوتين، وقالت إن الملايين يتساءلون: من هذا الرجل المقنع المدعو جاريد كوشنر؟ وما مؤهلات كوشنر التي تمكنه من التفاوض مع أعظم عدو جيوسياسي للولايات المتحدة؟
وقالت إنه كثيرا ما يُنعت كوشنر بأنه وزير خارجية الظل للولايات المتحدة، بل يبدو أنه مسؤول ظل في مواقع كثيرة، لكنه يستحق أن يُمنح فرصة لشرح أفعاله قبل أن يوجه الاتهام إليه في الساحة العامة.
من جانبها قال الكاتب ديفد بروكس في مقال بصحيفة نيويورك تايمز إن كوشنار يستحق قليلا من التعاطف، وذلك لأنه قضى حياته وهو يخدم إما والده أو والده بالمصاهرة.
وأضافت أنه يكلف ويمنح الثقة للقيام بأعمال هو ليس مؤهلا لها ولا جاهزا للقيام بها. بل إنه قد ينتهي به الأمر إلى العار وهو يواجه لائحة الاتهام بشأن "روسيا غيت".
وتحدث الكاتب بإسهاب عن الشؤون الخاصة بكوشنر وعائلته، وأشار إلى مدى خطورة الاتصالات مع روسيا، وإلى أن دور كوشنر في البيت الأبيض قد يكون في خطر.