مسلمو أميركا.. أما آن أوان التغيير؟

Supporters of Muslim Americans host a rally against President Trump's 'Muslim ban' policies in Washington, DC, USA, 26 January 2017. The rally comes after the Trump Administration announced that it will suspend immigration from seven predominantly Muslim countries, including Syria.
مؤيدون للمسلمين الأميركيين يتظاهرون نصرة لهم (الأوروبية)

كتبت المديرة التنفيذية السابقة لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) بمدينة دالاس أن الوقت قد حان لكي يمارس المسلمون الأميركيون السياسة كما تمارسها الأقليات الأخرى، وأن يقفوا وراء المرشحين والقضايا بنفس النهج الذي يشيدون به المساجد كدور للعبادة ومراكز ثقافية واجتماعية وملاذات من السخرية التي استشعرها الكثير منهم منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وأشارت علياء سالم في مقالها بصحيفة واشنطن بوست إلى أن المشاركة السياسية للمسلمين الأميركيين غالبا ما تكون دفاعية، وليست استباقية أو إستراتيجية، وأنها ليست فعالة جدا، ورأت أنهم إذا أرادوا من السياسيين أن يأخذوهم على محمل الجد كدائرة انتخابية، وإذا أرادوا النتائج السياسية التي تعكس أولوياتهم وتضع حدا لاتخاذهم كبش فداء ومضايقتهم، فهم بحاجة إلى البدء في بناء رصيد سياسي بنفس الطريقة التي تقوم بها مجموعات الأقليات والمهاجرين الأخرى.

زيادة مشاركة الناخبين وتوفير موارد أكثر استباقية في الانتخابات تجعل من الممكن تعزيز أولويات السياسة التي يفضلها الناخبون المسلمون

وأضافت أن أحداث العنف التي وقعت في أميركا خلال السنوات الأخيرة جعلت المسلمين يردون عليها بحوار بين الأديان وإدانة مثل هذه الأعمال بتعبيرات تؤكد الرسالة بأن الإسلام دين سلام. وتابعت أنه غالبا ما تكون هذه التحركات أقل من أن تغير تصورات الأميركيين نحو الإسلام.

ورأت الكاتبة أنه إذا أراد المسلمون لهذه الدينامية أن تتغير، فلا يمكنهم فقط التنديد بعدوانية الرئيس ترمب أو انتظار السياسيين المتعاطفين معهم للدفاع عن قضيتهم، بل يجب عليهم بناء آليات للتعبئة ككتلة انتخابية وتطوير مؤسسات مثل الأقليات الأخرى تزيد من رصيدهم الانتخابي.

وقالت إن ممارسة المسلمين الأميركيين لنفوذهم لا يعني أنهم أعادوا اختراع العجلة، لأن هناك مجموعات مهمشة أخرى استطاعت بالفعل -أثناء تغلبها على عقباتها- أن تحارب وتبصر طريقها إلى الأمام.

وختمت الكاتبة بأن زيادة مشاركة الناخبين وتوفير موارد أكثر استباقية في الانتخابات تجعل من الممكن تعزيز أولويات السياسة التي يفضلها الناخبون المسلمون. ومثل هذه الاستثمارات لن تعزز موقف المجتمع الإسلامي فحسب، بل ستجعل الخطاب المهين والضار عن الأميركيين المسلمين سلبيا لا إيجابيا بالنسبة للسياسيين الطامحين.

المصدر : واشنطن بوست