أكاديمي إسرائيلي: الأردن يفاضل بين تنظيم الدولة والحرس الإيراني

الجيش الأردني على الحدود السورية
قوات من الجيش الأردني على الحدود السورية (الجزيرة-أرشيف)

قال آيال زيسر المستشرق الإسرائيلي في صحيفة إسرائيل اليوم، المقربة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إن المؤسسات السياسية والعسكرية تراقب عن كثب الحراك العسكري الذي يقوم به الأردن على الحدود مع سوريا.

وبحسب المصدر ذاته، فإن عمّان تهدف لإنشاء منطقة أمنية بين البلدين لإبعاد تنظيم الدولة الإسلامية عن حدود المملكة، وكي تكون عائقا في وجه إيران وحزب الله الموجودين في جنوب الأراضي السورية.

وبيّن زيسر أن الحراك العسكري الأردني يحصل في ظل استمرار الحرب السورية، التي تواصل الكشف عن مزيد من المفاجآت، كاشفا النقاب أن التقييمات التي حصلت عليها إسرائيل في الآونة الأخيرة تشير إلى الاعتقاد الخاطئ الذي ساد المعسكر الإيراني الروسي في سوريا، عقب السيطرة على مدينة حلب، مما يعني أن الفرحة التي سادت طهران ودمشق وموسكو كانت سابقة لأوانها.

وأشار إلى أن هناك نقصا في قوات تلك البلدان التي يمكنها من القضاء على الثورة، والانتشار في مختلف أنحاء الأراضي السورية سعيا لضمان الهدوء، لأن المعارضة المسلحة ما زالت تحارب وتلحق الضرر بصفوف الجيش السوري.

 المستشرق الإسرائيلي في صحيفة إسرائيل اليوم آيال زيسر:
خشيت إسرائيل في العقود الماضية من نشوء جبهة شرقية معادية تمتد بين رأس الناقورة والعقبة، لكنها اليوم لديها حدود شرقية آمنة مع الأردن، ولا ترى مشكلة بالنسبة لها إذا امتد الحزام الأمني الأردني حتى هضبة الجولان.

"

مساع وتقديرات
وأكد زيسر، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في الجامعات الإسرائيلية، أن التقدير الاستخباري الإسرائيلي يشير إلى مساعي روسيا لإقامة مناطق آمنة، مما يعني تقسيم سوريا لمناطق نفوذ بين اللاعبين على مختلف توجهاتهم السياسية، وفي الوقت ذاته تحافظ تركيا على المناطق التي تسيطر عليها في شمال سوريا، في حين تستمر الولايات المتحدة والأكراد بتعزيز سيطرتهم شرقي سوريا، إن نجحوا في الإطاحة بتنظيم الدولة.

وأوضح قائلا إنه بعد كل ذلك يحصل، الأردن على مناطق نفوذ خاصة به في جنوب سوريا، وفي حال سيطرت روسيا على نصف ما ترغب فيه، فإنها ستضطر للتنازل عن ثلاثة أرباع سوريا، بشرط الإبقاء على بشار الأسد في الحكم في مناطق غربي سوريا.

وبحسب الكاتب، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن التقييم الأردني السابق كان يفضل النظام السوري على تنظيم الدولة، أما الآن فقد بات يفاضل بين تنظيم الدولة وحرس الثورة الإيراني، وعمّان بالتأكيد لا تريد أيا من الطرفين، مما حدا بها إلى فحص إمكانية تدخلها فيما يحدث داخل سوريا اعتمادا على القبائل البدوية في الجانب السوري من الحدود، والدروز الذين يخشون على مستقبلهم.

وختم بالقول إن إسرائيل خشيت في العقود الماضية من نشوء جبهة شرقية معادية تمتد بين رأس الناقورة والعقبة، لكنها اليوم لديها حدود شرقية آمنة مع الأردن، ولا ترى مشكلة بالنسبة لها إذا امتد الحزام الأمني الأردني حتى هضبة الجولان.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية