إيكونومست: تركيا تجازف بمواجهة مع أميركا

KOBANE, SYRIA - JUNE 20: (TURKEY OUT) A Kurdish People's Protection Units, or YPG fighters sit near a check point in the outskirts of the destroyed Syrian town of Kobane, also known as Ain al-Arab, Syria. June 20, 2015. Kurdish fighters with the YPG took full control of Kobane and strategic city of Tal Abyad, dealing a major blow to the Islamic State group's ability to wage war in Syria. Mopping up operations have started to make the town safe for the return of reside
مقاتلان من وحدات حماية الشعب الكردية فوق ربوة مطلة على مدينة عين العرب في سوريا (غيتي)

قالت مجلة إيكونومست إن تركيا تخاطر بالدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة إذا ما أقدمت على مهاجمة حلفاء واشنطن الأكراد في سوريا والعراق.

وتوقعت المجلة البريطانية في تقرير لها من مدينة إسطنبول، أن يشوب التوتر اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في واشنطن الشهر الجاري.

وسيلقي قرار ترمب الأخير تسليح أكراد سوريا بظلاله القاتمة على الاجتماع المنتظر عقده يوم 16 مايو/أيار الحالي، مما ينذر بأن يكون اللقاء جافا ومسموما، برأي الإيكونومست.

وكان الرئيس الأميركي وافق الثلاثاء لوزارة الدفاع (بنتاغون) بالإسراع بتسليم وحدات حماية الشعب الكردية أسلحة لدحر تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وهو ما أثار حفيظة أردوغان الذي وصف القرار بالخاطئ.

وتنظر واشنطن إلى وحدات حماية الشعب على أنها "شريك مجرَّب ومفيد" في الحرب ضد تنظيم الدولة، بينما تعتبرها أنقرة "جماعة إرهابية".

وقالت المجلة إن قصف المقاتلات الحربية التركية مواقع وحدات حماية الشعب وما سمته تنظيمها الأم حزب العمال الكردستاني أواخر الشهر الماضي، أثار موجة من الاحتجاجات في أنحاء المنطقة. فقد اعتبرته روسيا انتهاكا للأعراف الدولية، واستنكرته الإدارة الكردية في شمال العراق.

غير أن الضرر الأكبر -برأي الإيكونومست- جراء تلك الغارات هو ذلك الذي لحق بعلاقة تركيا بالولايات المتحدة التي تريد من وحدات حماية الشعب لعب دور قيادي في الهجوم القادم على الرقة، عاصمة تنظيم الدولة في سوريا.

ويخشى أردوغان أن يسفر ذلك الهجوم عن تقوية الانفصاليين من أكراد تركيا. بيد أن خيارات أنقرة تبقى محدودة، ذلك أن أي تحرك ضد المعاقل الكردية شرق نهر الفرات من شأنه أن يضع الجنود الأتراك في مواجهة القوات الأميركية. كما أن أي غزو من جانب تركيا لشمال شرق سوريا سيجعل جنودها تحت رحمة الطائرات الحربية الروسية.

وختمت المجلة تقريرها بالقول إن المشروع التركي أخفق، ولن لن يصادف نجاحا في المستقبل على ما يبدو، مشيرة إلى أن علاقة الدولتين العضوتين في حلف الناتو على شفا أزمة جديدة.

المصدر : إيكونوميست