تلغراف: ترمب أمام خيارات صعبة للتعامل مع الأسد

قرار جديد لترمب يلغي حماية خصوصيات مستخدمي الإنترنت
باحثة بريطانية لديلي تلغراف: ثلاثة خيارات أمام ترمب في سوريا اثنان منها عسكريان (الجزيرة)
علقت باحثة بريطانية على الإدانات الغاضبة التي صدرت من الرئيس الأميركي دونالد ترمب ردا على الهجوم الكيميائي الذي شنه نظام بشار الأسد على ريف إدلب، بأنها توحي بأنه يدرس بجدية القيام بضربات عسكرية في سوريا، رغم إصراره مؤخرا على أن أميركا لن تتورط في أي اضطرابات جديدة بالشرق الأوسط.

ورأت ليزلي فينجاموري، في مقال بصحيفة ديلي تلغراف، أنه إذا اختار ترمب وضع القوة العسكرية تحت تصرفه فهناك بعض الخيارات المطروحة.

من ذلك أن الخطة الأكثر دراماتيكية هي شن ضربات عسكرية واسعة ومكثفة من البحر والجو لإجبار الأسد على التفاوض لإنهاء الحرب في بلاده. إلا أن هذه الخطة تنطوي على خطر حقيقي يتمثل في إلحاق خسائر بين القوات الروسية على الأرض وجر قوتي الحرب الباردة العظيمتين إلى مواجهة مباشرة، كما أن هذه الضربات الموسعة ستكون لها تداعيات إقليمية خطيرة وربما تجر إلى أعمال انتقامية من إيران.

والخيار الثاني هو ضربات أكثر محدودية، ولكن موجعة، تستهدف ما تبقى من ترسانة الأسد من الأسلحة الكيميائية. وهذا الخيار ستكون له ميزة واضحة تتمثل في تحقيق هدف محدود وكسب دعم دولي بإنفاذ الحظر الدولي على الأسلحة الكيميائية. لكن المشكلة هي أن احتمال إزالة كل المخزونات ومرافق الإنتاج ليس كبيرا وقد يشجع الأسد على شن هجوم أكثر فتكا بتلك الذخائر غير القانونية التي تنجو من القصف الأميركي.

أما الخيار الثالث، فبالنظر إلى حالة عدم اليقين المحيطة بالضربات العسكرية سيكون من الحكمة النظر بجدية في الخيارات غير العسكرية أولا، كأن يلجأ ترمب إلى الكرملين لمساعدته في الضغط على الأسد ليتخلص من الأسلحة الكيميائية، لكن هذا الخيار أيضا صعب لأنه من غير الواضح أن الرئيس لديه أي نفوذ على روسيا، كما أنه يدرك جيدا أن التكلفة الشخصية التي قد يعانيها بسبب تقاعسه في سوريا يمكن أن تكون كبيرة.
متظاهرون أمام السفارة الروسية ببرلين رفعوا لافتة عليها أسماء ضحايا الهجوم الكيميائي بخان شيخون (الجزيرة)
متظاهرون أمام السفارة الروسية ببرلين رفعوا لافتة عليها أسماء ضحايا الهجوم الكيميائي بخان شيخون (الجزيرة)

وفي غياب تأييد قوي من الكونغرس والشعب والحلفاء الدوليين، فإن الأمر محفوف بالمخاطر بالنسبة لرئيس يهتم كثيرا بشعبيته المحلية. وكيفية استجابته قد تفصح الكثير عن السنوات الأربع القادمة لرئاسته.

وفي السياق أشار مقال بصحيفة إندبندنت إلى أن كبرياء وغرور ترمب جرح داخل وطنه، ولذلك فهو يتطلع لتعزيزه بانتصار في سوريا، وليس هناك شيء مثل "حرب صغيرة لطيفة" لجمع البلد حوله مثلما نجح جورج بوش الابن في تأمين فترة رئاسة ثانية بعد حربين كبيرتين في أفغانستان والعراق.

وعلق كاتب المقال جيمس مور على وصف ترمب لمقتل عشرات المدنيين في الهجوم الكيميائي الذي شنه طيران الأسد على بلدة خان شيخون بريف إدلب حينما قال إنه "إهانة للإنسانية" بأنه له ما يبرره، ولكن منتقديه يرون أن نهجه اللين والناعم مع الرئيس السوري هو الذي زوده بالغطاء الذي يحتاجه لمواصلة الهجوم.

وأردف بأنه لكي يحسن ترمب صورته داخليا ما المانع من الصعود إلى خشبة المسرح العالمي، كما يفعل الرؤساء الأميركيون عادة عندما تتخبط سياساتهم الداخلية، ويوجه ضربة للأسد ببضع طلعات من قواته الجوية بموافقة هادئة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبعدها يبرز منتصرا.

المصدر : تلغراف