واشنطن بوست: ما الذي يجب طلبه من دكتاتور مصر؟

قال كاتب بصحيفة واشنطن بوست إن المدافعين عن حقوق الإنسان لا يتوقعون أن يضغط الرئيس الأميركي دونالد ترمب على "دكتاتور مصر الوحشي" الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته الحالية لواشنطن، ومع ذلك لا يزالون يأملون في تحقيق مطلب واحد صغير.
وكتب المحرر في الصحيفة جاكسون ديل أن المدافعين عن حقوق الإنسان في كل من القاهرة وواشنطن يستعدون لرؤية منظر قبيح اليوم وهو "علاقة الحب" في البيت الأبيض بين ترمب والسيسي الذي يُعتبر أكثر الحكام قمعا واستبدادا في تاريخ مصر الحديث.
يقول الكاتب إن نظام السيسي يعتقل ما بين 40 و60 ألف سجين سياسي من كل القوى السياسية بالبلاد، وإن قوات أمنه مسؤولة عن 1400 حالة قتل خارج القضاء خلال العام الماضي وحده، و912 حالة اختفاء في الفترة ما بين أغسطس/آب 2015 وأغسطس/آب 2016، كما منع 85 ناشطا بمنظمات المجتمع المدني من مغادرة مصر، ويحتجز عشرات الصحفيين دون محاكمة.
ويضيف أن كل ذلك لا يهم ترمب الذي وصف السيسي بـ"الرجل الرائع" لدعمه المفترض للحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، في الوقت الذي تخسر فيه مصر معركتها ضد التنظيم بعقر دارها في سيناء.
قضية واحدة صغيرة
بهذا الوضع، لم يتبق أمام المدافعين عن حقوق الإنسان إلا مطالبة ترمب بتطبيق مبدئه "أميركا أولا" على الأقل على الأميركية آية حجازي (30 عاما) المعتقلة بسجون السيسي لأكثر من ألف يوم بتهم ملفقة بشكل غريب.
وأضاف جاكسون أن الجريمة الحقيقية لحجازي المعتقلة منذ الأول من مايو/أيار 2014 هي أنها أميركية حاولت إنشاء منظمة غير حكومية في القاهرة، ويعتقد نظام السيسي أن المنظمات الأميركية غير الحكومية جزء من مؤامرة سرية لتدمير مصر ولذلك اختصها بمعاملة متشددة رغم أنه يتسلم 1.3 مليار دولار كمساعدات عسكرية من أميركا كل عام.
جاكسون ديل: الجميع يعتقدون أن دولة تتسلم معونة بمليارات الدولارات من أميركا في الوقت الذي تنتهك فيه بشكل صارخ حقوق الأميركيين ستثير غضب رئيس أميركي يُفترض فيه أن يضع أميركا أولا |
وقال الكاتب إن الادعاء المصري لم يقدم أي دليل لدعم التهم الحساسة التي وُجهت إلى حجازي وروّجت لها وسائل الإعلام الحكومية على نطاق واسع ومنها أن منظمتها ترتكب انتهاكات جنسية ضد الأطفال وتدفع بهم في الاحتجاجات ضد الحكومة. وكانت قوات الأمن المصرية قد اقتحمت دون إذن رسمي الشقة الصغيرة التي تمارس فيها آية والقليل من موظفي المنظمة نشاطاتهم، واعتقلت الجميع بمن فيهم الأطفال الذين كانوا هناك.
وذكر أن محاكمة حجازي تأجلت سبع مرات خلال عامين وظلت المتهمة تقبع بسجن السيسي في مخالفة لقوانينه نفسه.
مثير للسخرية
ومن المثير للسخرية في مصر، يضيف الكاتب، أنه وعندما تم أخيرا انعقاد المحكمة العام الماضي زعم رجال الشرطة الذين اقتحموا الشقة أنهم لا يذكرون السبب في اقتحامها، وأن الأطفال الذين زُعم أن انتهاكات جنسية اُرتكبت ضدهم أنكروا أقوالهم الأولى، وقال أحدهم إنه أُجبر على الإدلاء باعترافات كاذبة، ورغم ذلك رفض القاضي شطب القضية أو حتى الإفراج عن المتهمين بالضمانة.
وفي آخر جلسة للمحكمة في الـ23 من الشهر الماضي احتشدت وسائل الإعلام المصرية متوقعة أن حجازي سيُفرج عنها عشية زيارة السيسي لواشنطن، وبدلا من ذلك أعلن القاضي فجأة تأجيل الجلسة إلى 16 من الشهر الجاري.
وقال جاكسون إن السيسي لن يفرج عن حجازي إذا لم يكن ترمب حريصا على أن يطلب منه ذلك، مشيرا إلى أن ترمب لم يلمح إلى أي اهتمام له بقضية حجازي ولا إلى حملة السيسي الشرسة ضد النفوذ الأميركي في مصر بشكل عام.
واختتم بالقول إن الجميع يعتقدون أن دولة تتسلم معونة بمليارات الدولارات من أميركا في الوقت الذي تنتهك فيه بشكل صارخ حقوق الأميركيين ستثير غضب رئيس أميركي يُفترض فيه أن يضع أميركا أولا.