غارديان: سياسة بريطانيا بسوريا مبنية على التمني

Britain's Foreign Secretary Boris Johnson delivers a speech at Chatham House in London, Britain December 2, 2016. REUTERS/Gareth Fuller/Pool
تصريحات بوريس جونسون بشأن سوريا تثير احتجاج سياسيين (رويترز)

أشارت صحيفة غارديان إلى تلميح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بإمكانية مشاركة بلاده للولايات المتحدة في أي عمل عسكري ضد سوريا دون موافقة البرلمان البريطاني، الأمر الذي أثار احتجاجا من السياسيين البريطانيين على مختلف أطيافهم.

وقال جونسون إنه تفاهم مع رئيس الوزراء تيريزا ماي على أنه في حالة حدوث هجوم كيميائي آخر من قبل نظام الأسد على شعبه فسيصعب على بريطانيا رفض أي طلب من الولايات المتحدة لمشاركتها في أي ضربات جوية ضد النظام.

وأردفت الصحيفة أن ماي رفضت دعم جونسون ثلاث مرات عندما ضغط عليها الصحفيون أثناء تجمع في ليدز مساء أمس الخميس وقالت "هذه قضية افتراضية لعدم وجود ضربات مقترحة على الطاولة ضد سوريا". وأضافت "ما هو مهم في سوريا هو ضمان أننا نعمل من أجل استقرارها في المستقبل والانتقال السياسي من حكم الرئيس الأسد".

الخطر الذي يواجه بريطانيا هو أن كثيرا من سياستها الخارجية تقوم على مجرد التمني والخيال وهو ما ظهرت حقيقته في العراق وأفغانستان وليبيا بعد عام 2001، وظهرت مرة أخرى في سوريا اليوم

وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا حاليا تنفذ ضربات جوية في سوريا والعراق ضد تنظيم الدولة لكنها لم تتخذ أي إجراء عسكري ضد نظام الأسد بعد أن نفذ هجمات كيميائية. وأضافت أن النواب أيدوا إجراء ضد التنظيم في تصويت بمجلس العموم في ديسمبر/كانون الأول 2015 لكنهم رفضوا الضربات ضد نظام الأسد في عام 2013.

مغامرات عسكرية
وفي السياق، علق باتريك كوكبرن على تصريحات جونسون بشأن مشاركة بريطانيا للولايات المتحدة في أي ضربات ضد نظام سوريا ردا على الهجوم الكيميائي بأنه ليس هناك ما يدعو إلى الدهشة لأن الحكومات البريطانية المتعاقبة منذ الحرب العالمية الثانية كانت تحاول تعزيز مكانة المملكة المتحدة كأهم حليف عسكري للولايات المتحدة.

ولكن بعد هجمات سبتمبر/أيلول 2011  تراجع هذا الولاء وأصبح أكثر جبنا ووهنا بعد المغامرات العسكرية البريطانية الفاشلة في العراق وأفغانستان.

ويرى الكاتب أن الجهود البريطانية لإثبات فائدتها وموثوقيتها لواشنطن بعد تقلد إدارة ترمب السلطة أصبحت أكثر تهورا. وأضاف أن مغادرة بريطانيا لتحالف هام مثل الاتحاد الأوروبي والمواجهة المحتملة معه بسبب شروط الخروج من شأنها أن تجعل بريطانيا أقل قوة في العالم. ولهذا هي تحتاج إلى تعزيز علاقات أوثق مع ترمب أميركا.

وأضاف أن الخطر الذي يواجه بريطانيا هو أن كثيرا من سياستها الخارجية تقوم على مجرد التمني والخيال، وهو ما ظهرت حقيقته في العراق وأفغانستان وليبيا بعد عام 2001، وظهرت مرة أخرى في سوريا اليوم.

وختمت الصحيفة بأن كلمات جونسون ربما لن تؤدي إلى شيء سوى بعض العناوين الرئيسية، لكن اللعب في مكان خطير مثل الشرق الأوسط يمكن أن يكون عملا محفوفا بالمخاطر.

المصدر : الصحافة البريطانية