هل هي نذر حرب بين أميركا وكوريا الشمالية؟

كوريا الشمالية.. تحد صاروخي جديد
كوريا الشمالية تواصل إجراء التجارب على إطلاق الصواريخ البالستية رغم التحذيرات الأميركية (الجزيرة)
تناولت صحف أميركية التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في ظل استمرار الأخيرة بإجراء التجارب على إطلاق الصواريخ البالستية القادرة على حمل رؤوس نووية، وتساءل بعضها عما إذا كان هذا التوتر ينذر بحرب قادمة بين البلدين.

فقد نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقالا للكاتب جورج ويتمان، تحدث فيه عن تضاؤل الفرص أمام إمكانية قيام الصين بإقناع كوريا الشمالية بوقف طموحاتها في امتلاك السلاح النووي.

وأضاف: يبدو أنه أصبح مقبولا بأن يكون لدى كوريا الشمالية القدرة على امتلاك الصواريخ البالستية العابرة للقارات، والقادرة على حمل رؤوس حربية نووية صغيرة خلال السنوات الثلاث أو الأربع القادمة، وذلك مع القدرة على إيصال هذه الصواريخ إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة.

وأشار الكاتب إلى أن بيونغ يانغ أعلنت أنها مستعدة لاتخاذ أي إجراء ضروري "لردع العدوان الأميركي" وأن العمل الوحيد غير العسكري بهذه المرحلة لوقف تزايد حدة التوتر بين البلدين يتمثل في قيام الصين بالتدخل لدى الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

حاملة الطائرات الأميركية كارل فينسون اتجهت إلى قرب السواحل الكورية
حاملة الطائرات الأميركية كارل فينسون اتجهت إلى قرب السواحل الكورية

ضربة استباقية
واستدرك الكاتب بالقول: لكن الطابع العام غير المستقر المعروف عن الرئيس الكوري يجعل التأثير الصيني عليه قليلا وغير قابل للتطبيق، وذلك بغض النظر عى مدى الضغط الذي قد تمارسه بكين على بيونغ يانغ.

وقال أيضا إنه جدير بالولايات المتحدة أن تخطط لتدمير مواقع الصواريخ النووية والبعيدة المدى بكوريا الشمالية في وقت ما بالسنوات القليلة القادمة، وربما في غضون السنتين المقبلتين.

وأضاف أنه يتوقع أن يؤدي هذا الإجراء العسكري الأميركي لرد فعل قوي من جانب كوريا الشمالية يتمثل في قيام جيشها بشن ضربة انتقامية واسعة النطاق ضد كوريا الجنوبية على طول منطقة خط الهدنة المنزوعة السلاح، وذلك سواء بقي كيم حيا أو لقي مصيره في الهجوم الأميركي.

وقال إنه يجب على الولايات المتحدة أن تبادر إلى منع حدوث هذا الهجوم من جانب كوريا الشمالية على جارتها الجنوبية، وذلك من خلال قيام واشنطن بشن ضربة استباقية ضد المواقع والمنشآت العسكرية الحيوية التابعة لبيونغ يانغ.

وسيلة ردع
وأشار الكاتب إلى أن هناك رأيا تحليليا يتمثل في أن الرئيس كيم يستخدم برنامجه النووي فقط وسيلة دفاعية لردع أي تهديد ضد هيمنته على بلاده، لكن هذا المنطق لا يتفق مع قيامه بإعدام العشرات من الضباط رفيعي المستوى والشخصيات السياسية ممن كان يميلون للاختلاف معه.

وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تتحدث بقوة بشأن الأزمة مع كوريا الشمالية، ولكنها تأمل أن تتجنب الحرب.

وأضافت أن الجيش الأميركي أمر حاملة الطائرات "يو أس أس كارل فينسون" بالإبحار من سنغافورة والتوجه إلى غربي المحيط الهادي بحيث تكون قريبة من كوريا الشمالية ومن ترسانتها النووية المتنامية.

لكن هذا الإجراء الأميركي -وفق الصحيفة- لم يثن الرئيس الكوري الشمالي عن الاستمرار بإجراء التجارب على الصواريخ البالستية.

من جانب آخر، نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقالا للكاتب دويل مكمناص أشار فيه إلى أن الرئيس باراك أوباما سبق أن حذر ترمب من أن أول أزمة دولية ستواجهه تتمثل في كوريا الشمالية أو الدولة التي تقوم ببناء ترسانتها من الصواريخ والأسلحة النووية بشكل مطرد.

وأضاف الكاتب أن خبراء يعتقدون أن نظام بيونغ يانغ سيكون قادرا على امتلاك أكثر من مائة رأس نووي بالإضافة إلى صواريخ قادرة على الوصول إلى ولاية كاليفورنيا، وذلك بحلول 2020.

وقال أيضا إنه جدير بالرئيس ترمب ومساعديه العمل على حل هذه الأزمة، وخاصة في ظل تقارير مستمرة تتحدث بأن الرئيس الكوري على وشك اختبار سلاح نووي جديد أكثر تطورا.

المصدر : الصحافة الأميركية