صحف بريطانية تعلق على الانتخابات المبكرة

تيريزا ماي تدعو لانتخابات مبكرة
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تدعو لانتخابات مبكرة (الجزيرة)

ركزت افتتاحيات ومقالات الرأي في أبرز الصحف البريطانية اليوم على الانتخابات العامة المبكرة التي دعت إليها رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وأيدتها أغلبية البرلمان البريطاني، بعدما كان مقررا إجراؤها عام 2020.

 فقد رأت افتتاحية تلغراف أن تأييد البرلمان دعوة ماي أمس الأول لإجراء انتخابات عامة مبكرة لحظة تاريخية لأنه التصويت الأول من قبل النواب في هذا الشأن، وكانت هذه السلطة حقا مقصورا على رئيس الوزراء، إلا أنها ألغيت بموجب قانون البرلمانات محدد المدة.

وكان أحد أهداف هذا التشريع هو تجريد ما يمكن القول إنه أقوى سلاح في جعبة رئيس الوزراء والقدرة على التوجه إلى الشعب في أنسب وقت ملائم للنواب وحزبهم.

وذكرت الصحيفة أن الناخبين في الانتخابات العامة الحديثة يتوقعون شيئا واحدا، وهو أن تكون هناك مناظرة تلفزيونية واحدة على الأقل بين المرشحين الرئيسيين.

وأشارت إلى أن الحملة القادمة ستشمل عدة موضوعات، منها أن ماي تدعو الشعب للوثوق في قدرتها على التوصل إلى اتفاق جيد مع الاتحاد الأوروبي، وستكون هذه الانتخابات أيضا انتخابات البريكست التي تهدف إلى تعزيز القرار المتخذ في الاستفتاء وضمان عدم حدوث تراجع.

وبالإضافة إلى ذلك، ستكون لهذه الانتخابات عواقب محلية، حيث سيتعين على جميع الأطراف وضع برنامج للسياسة العامة للاقتصاد والخدمات الصحية والمدارس وبقية المسؤوليات، وقبل كل شيء انتخابات حول صلاحية الحكم.

القهر السياسي
من جانبها، توقعت إندبندنت أن تكون نسبة مشاركة الناخبين منخفضة جدا في هذه الانتخابات العامة لدرجة أن نتيجة ماي ستكون بالكاد ديمقراطية.

ولخصت الصحيفة موقف الأحزاب المشاركة في الانتخابات، حيث ليس لدى حزب يسار الوسط الديمقراطيين الأحرار سوى تسعة نواب، وحزب العمال في أزمة، وحزب الاستقلال اليميني يصارع لإيجاد هوية له بعد البريكست، وهناك نسبة كبيرة من الناخبين يشعرون بالحرمان من الحرية، وقد لا يصوتون لحزب المحافظين الذي تتزعمه ماي، وعلى أقل تقدير قد يمتنعون عن التصويت.

وأشارت الصحيفة إلى أن أسباب دعوة ماي لإجراء انتخابات في هذا الوقت من القهر السياسي كانت شفافة بقدر ما كانت ساخرة، وأنها بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة لديها فرصة جيدة لدفع حزب العمال إلى حافة مخالفة القواعد، ولكنها في سعيها للحصول على أغلبية قوية لحزبها وتفويض شخصي لمفاوضاتها مع بروكسل تجازف فعلا بشيء آخر، هو شرعيتها الديمقراطية.

أما صحيفة الغارديان فقد رأت في افتتاحيتها أن رئيسة الوزراء فازت بسهولة في البرلمان بدعوتها لإجراء انتخابات مبكرة، وأنه من الممكن أن تكون هذه الانتخابات حافزا لبعض الأشياء المفيدة في السياسة البريطانية.

منها أن ماي في حال فوزها في الانتخابات قد تقوم بتهميش جناحها اليميني، وقد توافق على خروج أكثر ليونة من الاتحاد الأوروبي، وقد يقرر حزب العمال المهزوم أن الفوز بالانتخابات أهم من السيطرة على الحزب، وقد يجد حزب الديمقراطيين الأحرار دورا جديدا له، وقد ينتعش حزب الخضر.

وأردفت أن كل هذا الأشياء لا تخرج عن كونها احتمالات بعيدة عن التأكيد، لكن المؤكد هو أن ماي طلبت تفويض نائب الملك وليس تفويض طبيب، وأن النواب أذعنوا وأعطوها التفويض بسهولة أكثر من اللازم.

المصدر : الصحافة البريطانية