استشراف إسرائيلي لرد حماس على اغتيال فقها

مازن فقهاء أفرجت عنه إسرائيل في إطار صفقة تبادل الأسرى التي تمت في 2011 مع المقاومة الفلسطينية
إسرائيل مشغولة بطبيعة رد حماس على اغتيال مازن فقها (الجزيرة-أرشيف)

أجرى آساف غيبور الخبير العسكري الإسرائيلي بموقع "أن آر جي" لقاءات عدة مع خبراء وأكاديميين إسرائيليين لمحاولة التعرف على طبيعة رد حركة حماس على اغتيال مازن فقها القيادي في الحركة.
 
وحذر بنحاس عنبري الباحث بالمعهد الأورشليمي لشؤون الدولة من أن رد حماس على الاغتيال قد يكون داخل إسرائيل، وهو ما يجب أن تخشاه الأوساط الإسرائيلية، لأن اغتيال فقها شكل أزمة لحماس، ويتطلب منها الرد للمحافظة على صورتها كحركة مقاومة ضد إسرائيل.

وأضاف أن حماس لن تفضل الرد على إسرائيل من غزة، خشية اندلاع الأمور لحرب واسعة، ولا تستطيع الرد من سيناء، أو لا تريد، حتى لا تتدهور علاقاتها مع مصر.

وأقر المستشرق الإسرائيلي شاؤول مشعال رئيس دائرة الشرق الأوسط بمركز هرتسيليا بوجود مصلحة إسرائيلية واضحة في اغتيال فقها، من باب إحباط جهوده العسكرية.

واعتبر أن الأهم هو إرجاء إبرام صفقة تبادل أسرى جديدة بين حماس وإسرائيل عقب اغتيال فقها، مضيفا أن أي صفقة لم تعد تحتل أولوية لدى الطرفين، وحماس تعتقد أن احتفاظها بجثامين الجنود الإسرائيليين يشكل أداة ضغط على إسرائيل، وربما تنتظر الحركة حصول صفقة إقليمية، تصبح جزءا منها.

ويرى مشعال أن حماس تمر بمرحلة تغيرات جوهرية، مع وصول وجوه جديدة لقيادة الحركة عقب الانتخابات الأخيرة، بعضهم قدموا من الجناح العسكري، وباتوا في القيادة السياسية، وتفهم حماس الآن أنها ليست وحدها في الميدان، وربما تواجه صعوبات للقيام برد على الاغتيال، مع وجود لاعبين إقليميين يجب أخذهم بالحسبان عند القيام بهذا الرد.

أما رونيت مارزين المحاضرة الأكاديمية بجامعة حيفا والباحثة في الشؤون الفلسطينية فقالت إن قراءتنا لتاريخ الاغتيالات الإسرائيلية تعطينا قناعة بأن هذا السلوك غير فعال في مواجهة الفلسطينيين، لأنه في كل مرة تطيح إسرائيل برأس ثقيلة من الفلسطينيين، يأتي على الفور أحد بدلا منه.

وأضافت مارزين أن حماس في طريقها للتحول إلى منظمة سياسية، لكن الاغتيال قد يعيق هذا التحول، فضلا عن أن الاغتيال يظهر إسرائيل كما لو كانت صاحبة البيت بغزة، مما يحرج القيادة الجديدة لحماس.

وأشارت إلى احتمالين لرد حماس على الاغتيال، أولاهما اندلاع ثورة داخلية في السجون الإسرائيلية، مع اقتراب إحياء الفلسطينيين ليوم الأسير في أبريل/نيسان الجاري، والثاني أن يكون الرد على الاغتيال من الخارج، بتعاون حماس مع منظمات معادية، لتنفيذ عمليات سرية ضد إسرائيل دون أن تعلن مسؤوليتها عن ذلك.

وتوقعت مارزين أن يؤدي اغتيال فقها إلى توحد الفصائل الفلسطينية في غزة، والعمل لإشعال هبة شعبية في المناطق الفلسطينية، وصولا إلى انتفاضة ثالثة.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية