غارديان: 5 سياسات مختلفة لترمب في سوريا

وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب انتقادات لاذعة لروسيا بسبب دعمها نظامَ الرئيس السوري بشار الأسد، وقال ترمب في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدعم شخصا شريرا بصراحة إن بوتين يدعم شخصا شريرا حقا، وأعتقد أنه أمر سيء جدا بالنسبة لروسيا، وللبشرية، وأمر سيء للعالم بأسره. عندما ترمى قنابل الغاز والبراميل المتفجرة الضخمة بين حشد من المواطنين وترى أناسا وأطفالا مقطعي الأوصال مشوهي الوجوه .. إنه حيوان
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ينتقد روسيا بسبب دعمها نظام بشار الأسد (وكالات)

لخص مقال بصحيفة غارديان الارتباك الذي تشهده سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن سوريا. وأبرز كاتب المقال سبنسر أكرمان هذا الارتباك في خمس سياسات مختلفة خلال أسبوعين.

الأولى-الأسد يمكن أن يبقى: وهذه السياسة استمرت من عام 2013 إلى 30 مارس/آذار 2017. وقد ميزها أن ترمب كان يغرد منذ سنوات على تويتر -وإلى أن أصبح مرشحا للرئاسة- بأنه لا يمانع بقاء الأسد في السلطة متذرعا بأن الولايات المتحدة يجب ألا تستدرج في نزاع آخر بالشرق الأوسط، وخاصة في نزاع ضد زعيم تدعمه روسيا.

وكان أبرز تصريحات ترمب بعد فوزه "موقفي هو أنكم تقاتلون سوريا، وسوريا تقاتل تنظيم الدولة، ويجب أن تتخلصوا من التنظيم" وبعد ذلك اعتبر الأسد "حليفا طبيعيا". وهذا ما أكدته بوضوح تصريحات كبار مسؤوليه مثل سفيرته في الأمم المتحدة نكي هيلي ووزير خارجيته ريكس تيلرسون يوم 30 مارس/آذار الماضي بأن "أولوية الإدارة الأميركية لم تعد التركيز على رحيل الأسد".. و"بقاء الأسد على الأمد الطويل سيقرره الشعب السوري".

الثانية-بعد الهجمات الكيميائية.. الأسد يجب أن يرحل: وقد استمرت هذه السياسة يومين من 5-6 أبريل/نيسان الماضي. وكان أبرز التصريحات تعبير ترمب عن غضبه بأن الأسد تجاوز "العديد من الخطوط" وعلى أثر ذلك جاءت الضربة الصاروخية الانتقامية على قاعدة الشعيرات الجوية لتكون الانطلاقة الأولى نحو الإطاحة بالأسد.

الثالثة-القضية هي استخدام الأسلحة الكيميائية وليس إزاحة الأسد: وهذه السياسة استمرت من 6-10 أبريل/نيسان. وأبرز ما فيها كان تعريف مستشار شؤون الأمن القومي أتش آر ماكماستر للضربات الأميركية بأنها "كانت موجهة إلى القدرة على ارتكاب القتل الجماعي بأسلحة كيميائية". والملاحظ أن هذا التفسير خلا من أي دلالة على أن إزاحة الأسد هدف أميركي على الإطلاق.

الرابعة-مهاجمة تنظيم الدولة أولا ثم يمكن للأسد أن يبقى أو يرحل: اعتمادا على ما إذا كانت روسيا ستوافق على ذلك. وهذه السياسة كانت يوم 9 أبريل/نيسان.

ومن مظاهرها تصريح تيلرسون بأحد برامج الحوارات أن "أولويتنا الأولى دحر تنظيم الدولة" وأمله في العمل مع روسيا "واستغلال نفوذها لتحقيق مناطق استقرار في جميع أنحاء سوريا وتهيئة الظروف لعملية سياسية عبر جنيف يمكن من خلالها أن نشرك جميع الأطراف من أجل طريق إلى الأمام".

الخامسة-واشنطن سترد عسكريا على قنابل البراميل المتفجرة يوم 10 أبريل/نيسان: وهي أن واشنطن وضعت الآن البراميل المتفجرة على مستوى الأسلحة الكيميائية بأنها يمكن أن ترد عليها مستقبلا بنفس طريقة الضربات الصاروخية على الهجمات الكيميائية، كما جاء بتصريح السكرتير الصحفي لـ البيت الأبيض شون سبايسر يوم الاثنين، في حين أن تصريحا مشابها لوزير الدفاع جيمس ماتيس لم يشر إلى البراميل المتفجرة.

وختم الكاتب في غارديان بـ "إننا بانتظار رؤية ما إذا كان تيلرسون سيعلن عن سياسة سادسة لسوريا عندما يزور موسكو".

المصدر : غارديان