فورين بوليسي: وداعا تنظيم الدولة ومرحبا بالفوضى

Iraqi forces backed by tribal militias fire artillery during battle to retake a village from the Islamic State on the eastern bank of the river Tigris, Iraq December 7, 2016. REUTERS/Mohammed Salem
مشاركة فصائل مختلفة من المليشيات الشعبية والقوات الاتحادية المنقسمة ينذر بفوضى بعد استرداد الموصل من تنظيم الدولة (رويترز)

قالت مجلة فورين بوليسي إن القوات التي طردت تنظيم الدولة الإسلامية من شرق الموصل (شمال العراق) تتصارع الآن على النفوذ، بدلا من تعاونها مع بعضها البعض للحفاظ على الأمن والنظام؛ مما ينذر باندلاع فوضى.

ورأت المجلة الأميركية أن هذا التنافس بين الفصائل العراقية المسلحة يأتي على حساب الجهود الرامية إلى محاربة خلايا تنظيم الدولة الإسلامية النائمة، التي ظلت تشن هجمات انتحارية في المناطق "المحررة".

وأوضحت أنه بعد شهور من إعلان شرق الموصل مناطق محررة، لا يبدو أن هناك خططا معتبرة لإقرار الأمن، ناهيك عن تحقيق مصالحة وإعادة إعمار تلك المناطق.

ونقلت المجلة عن مستشار الأمن القومي السابق موفق الربيعي القول "ليست هناك خطة حكومية بعد تحرير الموصل، لم أر شيئا من ذلك". غير أن مسؤولين عراقيين نفوا هذا الادعاء بقولهم إنهم عاكفون على وضع إستراتيجية لإقرار الأمن والخدمات للمدينة التي مزقتها الحرب.

وحدد مسؤول أمني كبير ملامح خطة تتولى بموجبها الحكومة المركزية في بغداد مسؤولية الأمن، بينما تضطلع الحكومة المحلية بتصريف الشؤون الإدارية اليومية، وقال إن "الفكرة تقوم على عودة المحافظ والحكومة المحلية إلى المدينة من أجل التركيز على الخدمات والشؤون المدنية، أما الأمن فسيكون من مسؤولية جهاز الأمن هناك، وهذا يعني أنه سيكون هناك اتحاد مؤلف من قوات محلية وفيدرالية لفترة محددة من الزمن".

غير أن فورين بوليسي ترى أن من شأن وجود قوات موحدة تعقيد العلاقات بين القوات الفيدرالية المنقسمة أصلا، مضيفة أن مؤسسات الدفاع وأجهزة الاستخبارات العراقية تفتقر إلى قيادة موحدة وتقع تحت مسؤولية مجموعة من السياسيين الذين جرى تعيينهم في وزارتي الدفاع والداخلية ومجلس الأمن القومي أو مكتب رئيس الوزراء.

وإذا كان الصراع بين الوحدات العسكرية الفيدرالية يجعل مسألة إقرار الأمن في الموصل أمرا صعبا، فإن دخول مليشيات موالية للحكومة جلبت مزيدا من الجماعات المسلحة إلى وضع متقلب أصلا، وتتمثل هذه المليشيات في قوة مغاوير الموصل السنية، والشبك وقوات الحشد الشعبي الشيعية.

وأوضحت فورين بوليسي أن مليشيا الحشد الشعبي الشيعية بدخولها شرق الموصل تعزز تأكيدات الأطراف التي تقدم نفسها على أنها صوت الأغلبية السنية في محافظة نينوى بتبعية الحشد لإيران.

ونسبت المجلة إلى محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي قوله "المليشيا الشيعية أقوى من (رئيس الوزراء) حيدر العبادي في بغداد الآن".

وفقد النجيفي منصبه عقب سقوط الموصل في قبضة تنظيم الدولة، وفر إلى أربيل عاصمة كردستان العراق، حيث أنشأ قوة من بضعة آلاف مقاتل بمباركة حكومة الإقليم ودعم تركيا، ويحتفظ الرجل حاليا بقدر من النفوذ ويعارض العودة إلى وضع تكون فيه الحكومة المركزية متحكمة في نينوى كما كانت الحال في السابق.

وخلصت مجلة فورين بوليسي إلى أن هذه الفوضى السائدة بمثابة هدية لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يحاول بسط سلطته مجددا على المناطق "المحررة"، حيث شن حملة من التفجيرات الانتحارية في شرق الموصل.

المصدر : فورين بوليسي