الغرب للروس: دمرتم سوريا وعليكم إعمارها

حركة نزوح واسعة لسكان الأحياء الشرقية في مدينة حلب المحاصرة
الأسد لا يزال من الممكن أن يعتمد على إيران لمقاومة الانتقال السياسي والبقاء فوق ركام البلد (ناشطون)

"دمرناها والآن أصلِحوها"، هذا هو الموقف الروسي الجديد من سوريا، كما كتبت رولا خلاف في مقالها بصحيفة فايننشال تايمز.

فبعد أكثر من عام على انضمام المقاتلات الروسية لنظام بشار الأسد وشريكته إيران في ضرب المعارضة السورية، تقول موسكو الآن إنها لن تساهم بشيء في إعادة إعمار البلد الذي دمرته، بل تلقي المسؤولية على القوى الأوروبية قائلة لهم الآن حان دوركم لتحمل مسؤولية دعمكم الفاشل والفاتر للمعارضة السورية منذ بدء الصراع قبل ست سنوات.

واعتبرت الكاتبة أن هذا الموقف الروسي ليس مفاجئا، لأن الرئيس فلاديمير بوتين هو الذي كتب بنفسه سيناريو التدخل العسكري في الشرق الأوسط، وهو الذي برر قصف الطائرات الروسية باعتباره حملة على الإرهاب وصور نفسه منقذا لسوريا، ومن ثم لا توجد مساءلة عندما يتعلق الأمر بالحرب السورية وسيواصل بوتين الترويج لخطابه دون رادع.

وفيما يتعلق بمسألة إعادة الإعمار، لا أحد يشك في أن الأسد يفضل الوقوف على بلد محطم من عدم الوقوف على الإطلاق. والرهان في أوروبا والشرق الأوسط هو أن روسيا قد تفكر بطريقة مختلفة.

وقالت الكاتبة إن روسيا -بعد انتصارها في سوريا- تبدو غير مستعدة للتورط لأمد طويل هناك، ومع ذلك فقد تصبح الصفقة الكبرى لإعادة الإعمار والانتقال السياسي أمرا ممكنا في مرحلة ما في المستقبل. وفي الوقت الراهن تبدو مناقشة إعادة الإعمار نوعا من التمني.

وقبل أن يعاد بناء سوريا سيدمر المزيد منها، ولن يقبل أحد بوضع أموال في كارثة لا تزال تتكشف. وحتى إذا فضلت روسيا دورا أوروبيا وعربيا أكبر في التوصل إلى حل سلمي، فإن الأسد لا يزال من الممكن أن يعتمد على إيران لمقاومة الانتقال السياسي والبقاء فوق ركام البلاد.

المصدر : فايننشال تايمز