بولتون: إيران تستغل إخفاقات الصياغة بالاتفاق النووي

US President Donald J. Trump (Front) waves in front of a member of the US Secret Service (Back) while walking on the South Driveway of the White House to depart by 'Marine One' on the South Lawn, in Washington, DC, USA, 03 February 2017. President Trump departs to spend the weekend in West Palm Beach, Florida.
الرئيس الأميركي دونالد ترمب غرّد قبل أيام بالقول إن إيران تلعب بالنار (الأوروبية)
أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إلى أجواء التوتر المتصاعد بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وإيران، وقالت إنه لا يمكن الضغط على طهران فاتفاق النووي أبرم في الأصل بأسوب استرضائي، وإن إيران تستغل الثغرات الواردة في صياغته.

فقد نشرت الصحيفة مقالا للسفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون قال فيه إن استئناف إيران تجاربها الصاروخية أعطى الرئيس ترمب سببا إضافيا لتمزيق اتفاق النووي الذي أبرمه سلفه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مع النظام الإيراني.

وأضاف أن إدارة ترمب ردت على الخطوة الإيرانية بفرض عقوبات جديدة وبخطاب متشدد، لكن هذه الإجراءت الأميركية لن يكون لها تأثير مادي ملموس على إيران أو على طموحها منذ عقود للحصول على الأسلحة النووية.

وأشار إلى أن القضية الحقيقية تتمثل فيما إذا كانت الولايات المتحدة ستلغي الاتفاق الذي أبرمه أوباما مع إيران وأن تعتبره معضلة إستراتيجية ناتجة عن النظرة الخاطئة للرئيس الأميركي السابق وعن سوء التصرف الدبلوماسي.

إيران أجرت تجارب على إطلاق صواريخ باليستية في أكثر من مناسبة (أسوشيتد برس)
إيران أجرت تجارب على إطلاق صواريخ باليستية في أكثر من مناسبة (أسوشيتد برس)

استغلال ثغرات
وقال بولتون إن إلغاء الاتفاق يؤكد أن إيران انتهكته بالفعل، وأنها تعتزم بوضوح مواصلة السعي للحصول على الأسلحة النووية، والعمل عن قرب مع كوريا الشمالية في هذا المجال، ومواصلة دعهما للإرهاب الدولي والإجراءات العسكرية الاستفزازية.

وأضاف أن هذه الخطوة لو تمت فإنها تعتبر خطأ جسيما وذلك لأن الحسابات الإستراتيجية الواردة في الاتفاق من شأنها في هذه الحالة تهديد الولايات المتحدة وحلفائها، وإضفاء الشرعية على ملالي طهران الداعمين المركزيين للإرهاب في العالم، على حد وصفه.

ولفت إلى أن دبلوماسية أوباما هي التي أنتجت لغة ضعيفة غامضة مربكة في كثير من أحكام الاتفاق، وأن إيران تستغل هذه الإخفاقات الأميركية والثغرات الواردة بالصياغة، وأنها تواصل برنامجها للحصول على الأسلحة النووية من خلال هذه الثغرات في الاتفاق.

وقال إن إدارة ترمب اعتبرت إطلاق إيران للصاروخ  الباليستي قبل أيام انتهاكا لاتفاق النووي، لكن إيران ترى خلاف ذلك، وأوضح أن الملحق "بي" من الاتفاق ينص على أن "إيران مدعوة إلى عدم القيام بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليسيتة المصممة لتكون قادرة على حمل أسلحة نووية" لمدة ثمانية أعوام.

وأضاف أن هذه اللغة الواردة في صياغة الاتفاق تعني أن إيران ليست ممنوعة من القيام بنشاطات متعلقة بالصواريخ الباليستية، ولكنها مدعوة لأن لا تقوم بذلك، وأضاف أن طهران تزعم أيضا أن هذه الصواريخ الباليستية التي تطلقها غير مصممة لحمل رؤوس نووية.
 
وقال إن صيغة هذا الملحق لا تمثل اتفاقا بحد ذاته، وأن القرار رقم 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم  المتحدة بهذا الخصوص ينص على أن "إيران مدعوة للامتثال" لما ورد في هذا الملحق المتعلق بالصواريخ الباليستية.

وأضاف أن مجلس الأمن الدولي إذا ما أراد أن يحظر أو يطلب أو يقرر فإنه يعرف اللغة التي يستخدمها بهذا الخصوص، ولكنه لم يستخدم أيا من المفردات الدالة على وجودب امتثال إيران لأي شيء في هذا السياق. 

واختتم بالقول إن كل يوم يمر دون أن تبادر إدارة ترمب إلى تمزيق هذا الاتفاق فإنه يشكل خطرا على الولايات المتحدة وحلفائها.

المصدر : الجزيرة + وول ستريت جورنال