التايمز: المخابرات العراقية تتعقب مقاتلي تنظيم الدولة

A member of an Iraqi Special forces intelligence team searches a house in Mosul, Iraq November 27, 2016. REUTERS/Goran Tomasevic
أحد رجال المخابرات العراقية يفتش منزلا بالموصل بحثا عن عناصر تنظيم الدولة (رويترز)

بعد شهر من استعادة القوات العراقية الجانب الشرقي من مدينة الموصل اختفى مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية من الذين يفترض أنهم بقوا في المنطقة، لكن هؤلاء خلفوا وراءهم بعض الآثار التي تدل عليهم، والتي تتعقبها الآن المخابرات العراقية.

وأفادت صحيفة التايمز البريطانية بأنه وسط مخاوف من أن تنظيم الدولة يخطط لإطالة أمد الصراع شرع جهاز الأمن القومي العراقي في محاولات للقبض على "الانتحاريين والجهاديين وتدمير مصانع الأسلحة".

واستعرضت الصحيفة أمثلة على العمليات التي شنتها المخابرات العراقية على بعض مقاتلي تنظيم الدولة استنادا إلى بلاغات تلقتها من مواطنين عاديين بالمدينة الواقعة شمالي البلاد.

وفي مرة من المرات داهم رجال المخابرات منزلا يعتقد أن تنظيم الدولة كان يستخدمه مصنعا للصواريخ ولم يعثروا على أحد داخله بل وجدوا صاروخا منصوبا في أحد أركانه وبراميل ملأى بالمتفجرات في الممرات.

 رجال المخابرات يتفحصون هويات أشخاص بالموصل بحثا عن مقاتلي تنظيم الدولة (رويترز)
 رجال المخابرات يتفحصون هويات أشخاص بالموصل بحثا عن مقاتلي تنظيم الدولة (رويترز)

وتعقبت المخابرات أثر أحد المقاتلين الذي اكتفت التايمز بتسميته "ريان" ويبلغ من العمر 15 أو 16 عاما، وكان مكلفا من قبل تنظيم الدولة بحرق جثث الجنود العراقيين الذين قتلوا أو أسروا أثناء المعارك.

ونشر ريان تسجيلات مصورة على وسائل الإعلام الاجتماعي، حيث ظهر وهو يقفز فوق جثة جندي محترقة.

وبدأت المخابرات بمطاردة ريان في أحد أحياء المدينة، حيث تجمع بعض الجيران أمام منزل، وقال أحدهم إنه يعرف المكان الذي يقطن فيه ريان، فما كان من أحد عملاء المخابرات المقنعين إلا أن أخذ بتلابيب الرجل لا لشيء سوى إخافته للتأكد من أنه أدلى بكل المعلومات التي يعرفها.

وبدأت البلاغات تترى، وفي كل مكان زاروه كان رجال المخابرات يكتبون على الجدران رقم هاتف يمكن للأهالي استخدامه في التبليغ عن معلومة.

ثم اتصل أحدهم ليقول إن ريان موجود الآن في أحد المطاعم بالسوق المجاورة، فالتقط أعضاء فريق المخابرات الخيط وهرعوا إلى المكان وفتشوه لكنهم لم يعثروا على أثر لريان، وعرفوا من نادل بالمطعم أن الفتى غادر قبل خمس دقائق.

واعتقل الفريق أحد أصدقاء ريان صادف وجوده بالمطعم ليضاف إلى أربعمئة آخرين كانوا قد ألقي عليهم القبض للاشتباه فيهم بالانتماء إلى تنظيم الدولة منذ بدء عملية تحرير الموصل في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبعد نصف ساعة فقط من مداهمة المطعم وردت أنباء عن تفجير بالسوق نفذه انتحاريان وأودى بحياة 12 شخصا وإصابة ثلاثين آخرين على الأقل.

وقال ضابط برتبة نقيب في فريق المخابرات يدعى سجاد "لا ندري إن كان ريان هو من نفذ الهجوم أم لا".

المصدر : تايمز