مقال بغارديان: فات أوان وقف الاستيطان

أقر الكنيست الإسرائيلي بصفو نهائية ما يسمى قانون تبييض المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، المعروفِ بقانون التسوية.
المستوطنات بالضفة الغربية تلتهم أراضي الفلسطينيين (الجزيرة)

انتقدت الكاتبة سارة هلم استيلاء إسرائيل المستمر على الأراضي الفلسطينية واتهمت زعماء العالم بالضعف وأنهم فشلوا في تطبيق القانون الدولي بوقف التوسع في المستوطنات الإسرائيلية.

وأشارت في مقالها بصحيفة إندبندنت إلى مخاوف الفلسطينيين من أن وجود دونالد ترمب في الرئاسة الأميركية الآن سيجعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يغتنم فرصته لإعلان توسع آخر في المستوطنات حتى تصير كل المنطقة ملحقة بالقدس، وبالتالي قطع المدينة ليس فقط عن الدولة الفلسطينية المأمولة، ولكن تقسيم الضفة الغربية إلى قسمين.

وشككت الكاتبة فيما يقوله البعض من إمكانية وقف هذا التوسع، لأن الواقع على الأرض مغاير لذلك، رغم كثرة القرارات الأممية التي تدين المستوطنات، حيث يبدو أنه كلما صدر قرار من الأمم المتحدة أعقبه توسع استيطاني.

واليوم هناك 630 ألف مستوطن في القدس الشرقية العربية والضفة الغربية المحتلتين منذ عام 1967، وفي القدس الشرقية أصبح 87% من الأرض الآن تحت السيطرة الإسرائيلية، مما يترك للفلسطينيين 13% فقط بعد أن كانت كلها لهم في عام 1967، وقريبا لن يبقى منها شيء، كما يقول الفلسطينيون أنفسهم.

وأشارت إلى مخاوف الفلسطينيين من مخطط إسرائيل الكبير لعام 2050 الذي يمهد لمطار جديد ضخم خارج مستوطنة معاليه أدوميم يقام على موقع إسلامي أثري يطلق عليه مقام النبي موسى، بقصد جلب مئات الآلاف من السياح والحجاج إلى القدس حيث سيقيمون في مجمعات فنادق جديدة متصلة بواسطة السكك الحديدية بـعمان والعراق من الشرق وتل أبيب من الغرب.

ونبهت هلم إلى أن تعهد ترمب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، مقرا بذلك زعم إسرائيل بأنها عاصمتها الموحدة، يمكن أن يشعل حربا دينية يسعى إليها المتعصبون بفارغ الصبر، وعلقت بأن اللوم حينها سيقع على صقور اليمين الإسرائيلي المضللين.

وختمت بأن الأهم من ذلك كله هو أن اللوم سيقع على زعماء العالم المتخاذلين الذين كان بإمكانهم تنفيذ القانون الدولي ووقف البناء غير القانوني والاستيلاء غير المبرر على الأراضي الفلسطينية عندما كانت لديهم الفرصة.

المصدر : غارديان