اختار الرئيس الأميركي دونالد ترمب القاضي نيل غورسيش لشغل المقعد الشاغر بالمحكمة العليا التي تبت في أهم القضايا مثل قرارات الهجرة التي أصدرها مؤخرا. وبهذا الاختيار تترجح كفة المحافظين بالمحكمة.
وأشار الكاتب إلى معسكرات الاعتقال الجماعي التي أقيمت جراء الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت الخاص بالأميركيين من أصل ياباني خلال الحرب العالمية الثانية بعد قصف اليابان الأسطول الأميركي في ميناء بيرل هاربر آخر 1941.
وقال إن الأوامر التنفيذية التي يصدرها ترمب هذه الأيام لا تختلف كثيرا عن سابقاتها، لكن الولايات المتحدة ليست في حالة حرب مع هذه الدول السبع ذات الأغلبية الإسلامية حتى يتم منع رعاياها من دخول أميركا، وأضاف أنه إذا كانت هناك من حالة ذعر لدى الأميركيين جراء الإرهاب، فإن ترمب تعامل معها بشكل تعسفي وأخرق.
نزعات استبدادية
كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتبة كاثرين رامبل تساءلت فيه: هل تخطى الرئيس ترمب الخط الأحمر للجمهوريين؟ وهل هناك خط لهم في الكونغرس؟ وأوضحت أن لدينا رئيسا بنزعات استبدادية، ويعتقد بأنه هو فقط يمكنه إصلاح الأمور في البلاد.
وأضافت أن ترمب يصدر أوامره التنفيذية كيفما اتفق، دون أن يطلع عليها أحدا من فريقه، وذلك في لحظة ليست لدى الديمقراطيين الأدوات التي تمكنهم من عرقلة خطواته، لكونهم أقلية في مجلسي النواب والشيوخ.
وتساءلت: متى يمكن للجمهوريين أنفسهم أن يقفوا في وجه القرارات المتلاحقة التي يتخذها الرئيس ترمب؟ ومن بينها انتهاكه قوانين الهجرة المنصوص عليها من جانب الكونغرس الأميركي نفسه.
وفي السياق ذاته، قالت الصحيفة في افتتاحيتها إن طرد الرئيس ترمب للمدعية العامة الأميركية المكلفة سالي ييتس يعدّ عملا من الأعمال التي تحطم القواعد غير المكتوبة للحكم، وذلك لمجرد أنها رفضت الدفاع عن أمره التنفيذي المتعلق بحظر دخول رعايا الدول السبع المسلمة إلى بلاده.
وأوضحت أن المدعية العامة ييتس لم تقل إن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترمب بحق اللاجئين غير مشروع، لكنها لم تكن مقتنعة بمدى قانونيته بعد، وأضافت أن خطوة ترمب ضدها من شأنها تشويه صورة المعارضين.
وأضافت الصحيفة في مقال للكاتب ماثيو ميلر أن طرد الرئيس ترمب المدعية العامة يعد سابقة خطيرة لسيادة القانون في البلاد في ظل إدارته، وأضافت أنه وفقا للتقاليد فإنه يمكن للمدعي العام تطبيق القانون بعيدا عن أي تدخل سياسي من جانب البيت الأبيض.
كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز عددا من الآراء التي تنتقد سياسات الرئيس ترمب، فقد وصف الكاتب روجر كوهين في أحدها رئاسة ترمب بغير الطبيعية، وأشار إلى عدد من الحالات الإنسانية التي تسبب فيها الأمير التنفيذي لترمب بالتفريق بين أفراد الأسرة الواحدة، وذلك في ظل عدم تمكنهم من السفر للالتحاق بذويهم في الولايات المتحدة.
وفاء بالوعود
لكن صحيفة واشنطن تايمز التي توصف بأنها قريبة من المحافظين تقول في افتتاحيتها إنه لا يجب لأحد أن يستغرب السياسات التي يلجأ إليها الرئيس ترمب، وذلك لأنها تعبر عن وفائه بوعوده التي قطعها على نفسه إبان حملته الانتخابية، الأمر الذي يزعج بعض السياسيين.
وقالت إن الرئيس ترمب يسجل سابقة في وفاء مرشحي الرئاسة للناخبين الذين بدورهم سيتوقعون استمرار هذه الظاهرة مع مرشحي المستقبل، مما يشكل بدوره رعبا لهؤلاء المرشحين المحتملين، حيث يتوجب عليهم إطلاق الوعود التي يمكنهم الوفاء بها دون غيرها.
وقالت إن الأمر التنفيذي الذي أصدره بشأن منع رعايا دول من دخول الولايات المتحدة لا يشكل فاحشة على الإطلاق بالطريقة التي يصورها منتقدوه.
وأعربت الصحيفة عن الدهشة إزاء بعض وسائل الإعلام الأميركية التي جن جنونها في أعقاب إصدار الرئيس ترمب أمرا تنفيذيا بمنع دول من إرسال إرهابييها لشن هجمات داخل الولايات المتحدة، على حد قولها.
وأشارت إلى أن ترمب المرشح كان وعد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بأن يوقف الهجرة إلى الولايات المتحدة من البلدان المعرضة للإرهاب، وذلك من خلال إجراء "تدقيق شديد"، وأنه لم يقل أنه سيفرض حظرا على المسلمين كما تصور بعض وسائل الإعلام أمره التنفيذي لأغراضها الخاصة.
وأضافت أن ترمب لم يجعل الحظر دائما، وإنما لتسعين يوما بحق الدول التي تشكل ملاذات آمنة للمنظمات الإرهابية أو تقدم لها دعما محتملا، وأن هذا ما يزعج منتقدي ترمب الذي يظهر من خلال سياساته أن العم سام استيقظ أخيرا، كما تقول الصحيفة.