تأكيد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل سيكون كارثة

القدس.فلسطين.فندق البتراء في ميدان عمر بن الخطاب( أملاك البطريركية بالقدس
فندق البتراء في ميدان عمر بن الخطاب بالقدس (الجزيرة)
قال الكاتب نيكولاس بلينكو إن نقل السفارة الأميركية إلى القدس من شأنه أن يعرقل الآمال في تحقيق السلام بالاعتراف باحتلال إسرائيل العسكري العدواني الذي يقسم ويسلب سكانها حقوقهم.

ويرى بلينكون في مقال بصحيفة الغارديان أن الأمر أصعب مما ينبغي أن يكون، موضحا لماذا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل فكرة سيئة، وأنه إذا فعل الرئيس ترمب ذلك فسوف يقوض آخر أمل للسلام، كما قالت السلطة الفلسطينية، وسيضعف نفوذ أميركا في العالم، كما حذرت بعض الدول كتركيا.

واعتبر أن هذه الحجج قد لا تبدو مقنعة، وقال إن الولايات المتحدة قد تخلت عن الكثير من مكانتها طواعية وليس هناك عملية سلام. لكنه أردف بأن الاعتراف برواية إسرائيل الحالية عن القدس سيجلب مشاكل مستعصية هائلة وجديدة دون معالجة القضايا الحقيقية التي تواجه المدينة. وأشار إلى أن وجود الجيش وشرطة الحدود الإسرائيلية في القدس يؤكد أن معظم المدينة تحت السيطرة العسكرية.

المحاولات المتصلة لإهانة القانون الدولي جعلت السياسيين الإسرائيليين قرة عين اليمين السياسي وكسبوا قلوب وعقول رجال الأعمال الذين يحتقرون القيود القانونية

وألمح بلينكو إلى أن القدس ليست مقسمة وفقيرة وغير محكومة لأن القانون الدولي يجعلها كذلك، بمعنى أنها حالة تنبع من الطموحات الإقليمية التي أوجدتها الحرب. ولم تتمكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من مواجهة المشاكل التي خلفتها وكانت تفتقر للإرادة السياسية لإحلال السلام الذي يجعل الفلسطينيين يديرون حياتهم بأنفسهم. وبدلا من التحكم في الوضع بصدق، حاول قادة إسرائيل أن يخلّوا بالإطار القانوني الذي يحدد حال المدينة.

وعلق بأن العالم يعيش في مناخ يهدد فيه القانون الدولي ويعتدى فيه على حقوق الإنسان في وجود الأمم المتحدة التي ترعى الفاسدين والكسالى. وأضاف أن المحاولات المتصلة لإهانة القانون الدولي جعلت السياسيين الإسرائيليين قرة عين اليمين السياسي وكسبوا قلوب وعقول رجال الأعمال الذين يحتقرون القيود القانونية.

ووصف الكاتب ترمب بأنه صنيعة اليمين وأنه صديق الممولين الفاسدين، وأن بإمكان أي أحد أن يرى سبب جداله من أجل الاسترضاء. واعتبر أن هذا الأمر سيكون تراجعا خبيثا يؤدي إلى الفوضى والقتل الذي من شأنه أن يؤجج الكارثة السياسية والأخلاقية في مدينة عزيزة في قلوب العالم.

المصدر : غارديان