تحذيرات عربية من نقل السفارة الأميركية للقدس

استنفار فلسطيني بعد استعداد أميركي للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل
استنفار عربي بعد استعداد أميركي للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل (الجزيرة)
اهتمت تقارير بعض الصحف الأميركية اليوم بما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب مؤخرا من عزمه نقل السفارة الأميركية إلى القدس والتحذيرات العربية المتزايدة من مخاطر تلك الخطوة وتداعيات ذلك على عملية السلام في الشرق الأوسط.

فقد  أشار تقرير واشنطن بوست إلى تحذير مسؤولين فلسطينيين ودول عربية من مغبة اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، بنقل السفارة الأميركية إليها، بما في ذلك اضطرابات محتملة ونهاية عملية السلام، وسط ضغط اللحظات الأخيرة لثني الرئيس ترمب عن اتخاذ تلك الخطوة.

وفي مناشدة عاجلة مساء أمس حذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي نظيره الأميركي ركس تيلرسون من أن هذا القرار يمكن أن "يثير غضبا في جميع أنحاء العالمين العربي والإسلامي ويؤجج التوتر ويعرض جهود السلام للخطر".

من جانبه ناقش وزير الخارجية المصري سامح شكري مع تيلرسون ما وصفه بـ"الآثار السلبية المحتملة" على السلام وطلب منه تجنب اتخاذ القرارات التي يمكن أن "تثير توترات في المنطقة".

أما تركيا فقد قالت إن أي تغيير في السياسة سيكون "كارثة كبيرة"، في حين دعا وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إلى اجتماع طارئ لأعضاء الجامعة العربية الـ22، اليوم الثلاثاء.

كما قال السفير السعودي في واشنطن الأمير خالد بن سلمان في بيان له إن "أي إعلان أميركي حول وضع القدس قبيل التوصل إلى تسوية نهائية سيكون له أثر ضار على عملية السلام ويزيد من حدة التوتر في المنطقة"، وأضاف أن "سياسة المملكة كانت ولا تزال تدعم الشعب الفلسطيني، وقد تم إبلاغ الإدارة الأميركية بذلك".

وألمحت الصحيفة إلى أن الرؤساء الأميركيين المتعاقبين وقعوا طوال أكثر من عقدين من الزمان على تنازل كل ستة أشهر يسمح لهم بتأجيل نقل السفارة الأميركية من تل آبيب إلى القدس على أساس الأمن القومي. وخلال حملته الانتخابية تعهد ترمب بنقل سفارة بلاده ولكنه وقع كارها على التنازل قبل ستة أشهر بينما تحاول إدارته التوسط في عملية السلام.

الرؤساء الأميركيون المتعاقبون وقعوا طوال أكثر من عقدين من الزمان على تنازل كل ستة أشهر يسمح لهم بتأجيل نقل السفارة الأميركية من تل آبيب إلى القدس على أساس الأمن القومي

وأشارت إلى ما أعلنه مسؤول بالإدارة الأميركية بأن ترمب أجل إعلان قراره بشأن نقل السفارة من تل آبيب إلى القدس، على أن يتخذ القرار في هذا الشأن خلال الأيام القليلة القادمة.

وأردفت الصحيفة بأنه على الرغم من التصريحات الانتقادية التي أدلت بها مصر والأردن، فقد يجد الفلسطينيون صعوبة في تنسيق معارضة قوية حقيقية في وقت ترى فيه الدول العربية تقاربا متزايدا في مصالحها الأمنية مع مصالح إسرائيل ضد عدوهم المشترك إيران. وهذا ما أكده رئيس الوزراء الإسرائيلي في الكنيست أمس عندما أشاد بتحول "غير مسبوق" في توجه الدول العربية نحو إسرائيل.

وفي هذا السياق أشار تقرير صحيفة نيويورك تايمز أيضا إلى معارضة متصاعدة في الخارج لاعتراف الرئيس ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل؛ فقد حذره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أنها "فكرة سيئة". وبذلك تنضم فرنسا إلى الأردن ومصر وتركيا والجامعة العربية بإعلان رفضها لتلك الخطوة التي يمكن أن تقلب عقودا من السياسة الأميركية.

وفي مكالمة هاتفية مع ترمب أبدى ماكرون "قلقه من احتمال اعتراف الولايات المتحدة من جانب واحد بالقدس عاصمة لإسرائيل"، كما جاء في بيان صدر عن الحكومة الفرنسية.

وقال البيان إن "ماكرون أعاد التأكيد على أن وضع القدس يجب أن يحل عبر المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وخاصة تلك المتعلقة بإقامة دولتين، إسرائيل وفلسطين، يعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام مع كون القدس عاصمة لهما".

المصدر : الصحافة الأميركية