صحيفة: الحل السياسي بليبيا يبتعد أكثر فأكثر

اتفاق الصخيرات.. عامان من المراوحة
سلامة يحاول إدخال تعديلات على اتفاق صخيرات كي يصبح نهائيا (الجزيرة)
رأت صحيفة لاكروا الفرنسية في اغتيال عميد بلدية مصراتة محمد اشتيوي قبل يومين دليلا على أن الحل السياسي في ليبيا لا يزال بعيد المنال.

وقالت الصحيفة إن اشتيوي الذي يعتبر أحد "رموز الاعتدال والتسامح" ظن، وهو قادم من مهمة في تركيا، أن بإمكانه الاستغناء عن حراسه الشخصيين في طريقه من المطار إلى بيته، خصوصا أن بلديته تبعد 200 كيلومتر عن طرابلس وتعتبر إحدى أكثر المدن الليبية أمانا.

ففي ليبيا التي ما فتئت تتشظى سياسيا وعسكريا، كان اشتيوي قد دعم حكومة الوفاق الوطني التي أنشئت بدعم من الأمم المتحدة في طرابلس، كجزء من الاتفاق السياسي المبرم يوم 17 ديسمبر/كانون الأول 2015.

لكن يبدو أن ذلك لم يفده، كما لم يشفع له كونه "رجل حوار بامتياز" كما يصفه الدبلوماسي السابق بليبيا العارف به باتريك هيمزاده.

ورغم أن أحدا لم يعلن مسؤوليته عن هذا الاغتيال، فإن جهات ليبية وجهت أصابع الاتهام لمعارضيه في المجلس العسكري للمدينة الذي يضم في عضويته مليشيات نافذة حاولت في السابق عزله من رئاسة بلدية مصراتة.

وقد وصف عضو المنظمة غير الحكومية "سنتر" للحوار الإنساني رومان غرانجاه اغتيال اشتيوي بأنه "خسارة فادحة لليبيا".

المأزق المدمر
وكان 90 من أصل 104 من رؤساء البلديات الليبية، بمن فيهم اشتيوي، قد اجتمعوا تحت إشراف "سنتر"، المتخصصة في الوساطة في الصراعات، وذلك ما بين 6 و8 ديسمبر/كانون الأول الحالي في مدينة حمامات التونسية بغية "تجاوز الانقسامات الحزبية، وإيجاد حلول مشتركة لإدارة بلدياتهم وتقديم الخدمات التي يحتاجها السكان، بغض النظر عن وجود أو عدم وجود سلطة مركزية".

ويستبعد هيمزاده أن تكون لدى ليبيا قوة تنفيذية مركزية في المستقبل المنظور، مما يعني -حسب رأيه- أنه أصبح ضروريا تعزيز نفوذ السلطات المحلية، ولا سيما البلديات، وكذلك الحفاظ على المؤسسات التقنية التي لا تزال تعمل من أجل ضمان توزيع المياه والكهرباء واستمرار عمل البنك المركزي، وما شابه ذلك، كي تظل هذه المؤسسات في منأى عن الصراع المحتدم للوصول إلى سدة الحكم المركزي.

ولفتت الصحيفة إلى فشل الوسيط الأممي غسان سلامة في تنفيذ المرحلة الأولى من خطة عمله التي كانت ترمي إلى إدخال بعض التعديلات على اتفاق صخيرات لجعله مستداما.

وهو ما قالت لاكروا إن الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر جعل منه فرصة سانحة للإعلان عن وفاة هذا الاتفاق.

ورغم ذلك فإن ثمة من لا يزال يطمح إلى عقد حوار وطني ليبي مطلع عام 2018 للخروج من المأزق المدمر الناتج عن تنافس برلماني الشرق والغرب لأكثر من ثلاث سنوات، غير أن معارضي مثل هذا الحوار الضروري لم يلقوا أسلحتهم بعد، وهو ما يجسده اغتيال اشتيوي، حسب لاكروا.

المصدر : الصحافة الفرنسية