لماذا تحتاج أميركا سفراء بالشرق الأوسط الآن؟

Trump (2-R) with King of Saudi Arabia Salman bin Abdulaziz Al Saud (2-L) during a welcome ceremony with traditional sword dancers at Murabba Palace, in Riyadh
الرئيس الأميركي دونالد ترمب مشاركا في عرضة بقصر المربع في الرياض عند زيارته السعودية (الأوروبية)
انتقدت مجلة ذي ناشيونال إنترست الأميركية عدم تعين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب سفراء في بعض الدول في الشرق الأوسط، وقالت إن هذا يعتبر أمرا من شأنه إضعاف الدبلوماسية الأميركية في  المنطقة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بدور السفارات ووزارة الخارجية في إدارة السياسة الخارجية.

ونشرت المجلة مقالا للكاتب ماثيو ريزينير قال فيه إن قرار إدارة ترمب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس أدى إلى زيادة التركيز على الجهود الدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط.

وأضاف أنه على الرغم من جهوده المتواصلة للتوصل إلى سلام بين إسرائيل وفلسطين واحتواء انتشار النفوذ الإيراني وتحقيق الأهداف العسكرية في كل من سوريا واليمن، فإن الرئيس ترمب لم يعين أي سفراء لدى العديد من الدول الهامة في الشرق الأوسط.

وقال إن تأخر ترمب إزاء هذه التعيينات الحاسمة أضر بالجهود الدبلوماسية الأميركية، بل يقلل من احتمالات تحقيق الولايات المتحدة أهداف سياساتها الخارجية في المنطقة.

مناطق مختلفة من الأردن شهدت مظاهرات حاشدة تنديدا بخطوة ترمب بشأن القدس (رويترز)
مناطق مختلفة من الأردن شهدت مظاهرات حاشدة تنديدا بخطوة ترمب بشأن القدس (رويترز)

دور السفراء
وأوضح الكاتب أنه في الوقت الذي عين فيه ترمب سفراء لدى كل من إسرائيل ولبنان والكويت والبحرين، فإن دولا مثل السعودية وتركيا والأردن وقطر لا تزال دون سفراء أميركيين، وأن الإمارات تنضم إلى هذه اللائحة مع مغادرة السفيرة الأميركية بارابرا ليف المنتهية ولايتها البلاد الشهر الجاري.

وقال الكاتب إن الولايات المتحدة قطعت علاقاتها مع إيران وسوريا، لكن غياب السفراء الأميركيين عن الدول الأخرى هو أبعد ما يكون عن الحالة العادية للشؤون الدبلوماسية، وذلك لأن السفراء يلعبون دورا رئيسيا في تعزيز العلاقات المستقرة بين البلدان.

وأوضح أن السفراء يسهمون في فتح قنوات موثوقة للاتصال بين رؤساء الدول المعنية، فضلا عن إسهامهم في تطوير علاقات العمل مع قيادات البلدان التي يعملون فيها، وأنهم يساعدون القادة في تحقيق أهدافهم بوضوح فيما يتعلق بعلاقات البلدان.

وقال إن غياب السفراء في الشرق الأوسط يعتبر صادما أكثر عند معرفة أهمية هذه البلدان التي يتغيبون عنها، حيث تعتبر مصر والأردن من بين الدول التي تتلقى أكبر قدر من المساعدات الخارجية من الولايات المتحدة، وتعتبران حليفتين عسكريتين بالغتي الأهمية في المنطقة.

صيانة مستمرة
وأضاف أن السعودية تعتبر واحدة من أكبر مصدري النفط إلى الولايات المتحدة، بل تعتبر وسيطا إقليميا رئيسيا بين الدول السنية، التي تعتبر جزءا هاما لموازنة قوة إيران التي تتجه نحو الشرق.

وأشار إلى أن قطر ترزح تحت الحصار الذي تقوده السعودية، وأنها تحتل حيزا دبلوماسيا فريدا بين المدارات الأميركية والإيرانية، الأمر الذي يتطلب يدا خبيرة وماهرة للتنقل بشكل مناسب.

وقال إن تركيا تعتبر حليفا هاما في الصراع في سوريا، وإن العلاقة بينها وبين الولايات المتحدة تحتاج إلى إصلاح بعد التوترات بين الحكومة التركية والسفير الأميركي السابق جون باس.

وأضاف أن هذه التحالفات الهامة تحتاج إلى صيانة مستمرة، وأن غياب السفراء الأميركيين عن حلفاء الولايات المتحدة الحيويين أدى إلى آثار جانبية دبلوماسية مؤسفة.

وقال إن مما يزيد من تعقيد الأمور بهذا السياق هو أن الفراغ السياسي الذي تركته المقاعد الفارغة للسفراء الأميركيين في المنطقة قد ملأه إلى حد كبير جاريد كوشنر (36 عاما) كبير مستشاري ترمب وزوج ابنته إيفانكا، الذي لا يتمتع بأي خبرة دبلوماسية تلائم السياسة المعقدة في المنطقة.

وأضاف أن إدارة ترمب ستواجه تحديات كبيرة في تحقيق أي من أهداف سياستها الخارجية في الشرق الأوسط إذا بقيت سفاراتها في هذه المنطقة شاغرة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية