ناشونال إنترست: هل تتفاوض أميركا مع تنظيم الدولة؟

Militant Islamist fighters parade on military vehicles along the streets of northern Raqqa province June 30, 2014. Militant Islamist fighters held a parade in Syria's northern Raqqa province to celebrate their declaration of an Islamic "caliphate" after the group captured territory in neighbouring Iraq, a monitoring service said. The Islamic State, an al Qaeda offshoot previously known as Islamic State in Iraq and the Levant (ISIL), posted pictures online on Sunday of
قافلة لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أثناء استعراض في شوارع الرقة بسوريا منتصف 2014 (رويترز)
اهتمت مجلة ناشونال إنترست الأميركية بتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أثناء حملته الانتخابية بالقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية من على وجه الأرض وتحطيمه إربا، لكن تساءلت عما إذا كانت الولايات المتحدة تجري مفاوضات مع تنظيم الدولة على الأرض.
 
وقالت إن ترمب أصدر بعد توليه سدة الحكم مذكرة رئاسية، يأمر من خلالها وزير دفاعه جيمس ماتيس بالتشاور مع أعضاء مجلس الأمن القومي لتقديم خطة شاملة بهذا السياق إلى البيت الأبيض في غضون ثلاثين يوما.
 
وأضافت أن مذكرة الرئيس ترمب كانت واضحة وتتمثل في أن سياسية الولايات المتحدة تتطلب إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، وأنه كان من واجب وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن تقدم تقريرا بإستراتيجية من شأنها تسريع الحملة العسكرية وجعل الولايات المتحدة أقرب إلى تحقيق هذا الهدف.

وأشارت إلى أن الشعب الأميركي سرعان ما صار يتداول الحديث عن أن الرئيس الخامس والأربعين لبلادهم سيوفر كل الموارد التي يحتاجها القادة للفوز بالحرب على تنظيم الدولة.

قصف جوي للتحالف الدولي على مدينة الرقة منتصف أغسطس/آب 2017 (رويترز)
قصف جوي للتحالف الدولي على مدينة الرقة منتصف أغسطس/آب 2017 (رويترز)
خطط ومعارك
وأضافت المجلة أن من عادة خطط الحرب أن تتفكك في ساحة المعركة، وذلك بحسب تطورالظروف.

 
وأشارت إلى أن ماتيس أعلن في الربيع الماضي أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة سيحاصر مقاتلي تنظيم الدولة الأجانب ويخنق حرية حركتهم ويقتل كل واحد منهم، وذلك قبل أن تتاح لهم الفرصة للهروب من سوريا إلى العراق.

 
واستدركت بالقول: لكن الحال على الأرض كان يمثل أمرا مختلفا، ففي عدة مناسبات سُمح للمقاتلين الأجانب في تنظيم الدولة بالانتقال مع عائلاتهم من المدن المحاصرة إلى تضاريس أكثر أمانا على طول الحدود السورية العراقية.

وأضافت أن إحدى حالات الإجلاء كشفتها محطة بي بي سي وأكدت حدوثها وكالة رويترز الأسبوع الماضي، وتتضمن أن الولايات المتحدة ليست فقط تعرف عن هذه الحادثة، بل إنها سمحت بحدوثها.

لكن مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية ينفون بشدة أي افتراض بأن الولايات المتحدة تتفاوض مع تنظيم الدولة بأي صفة.

مقاتلون أكراد يحتفلون بعد استعادة مدينة الرقة من سيطرة تنظيم الدولة منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2017 (رويترز)
مقاتلون أكراد يحتفلون بعد استعادة مدينة الرقة من سيطرة تنظيم الدولة منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2017 (رويترز)
اتفاقات وضمانات
وأضافت المجلة أن على المستوى الرسمي تبدو خطة الحرب على تنظيم الدولة باقية كما هي، وهي التي تتمثل في خنق التنظيم عسكريا، ومحاربة أيديولوجيته سياسيا، وإضعاف قوة دعايته وتحريضه عبر الإنترنت، والحد من تدفق التمويل إليه.

وقالت بالرغم من ذلك، فإن هناك أوقاتا من هذا العام قام فيها وسطاء السلطة المحليون -وبعضهم بدعم من الولايات المتحدة- بإبرام اتفاقات مع مقاتلي تنظيم الدولة، وذلك لإخلاء مناطق مقابل ضمانات بعدم تعرضهم للهجوم على الطريق.

وأوضحت أنه بحسب تقرير شامل قدمته "بي بي سي" الشهر الماضي، فإنه قد تم السماح لعدد يصل إلى أربعة آلاف مقاتل من تنظيم الدولة وعائلاتهم بالانتقال بواسطة شاحنات إلى خارج مدينة الرقة، والسفر إلى دير الزور شرق سوريا الواقعة تحت سيطرة التنظيم.

وأضافت أنه سُمح للمقاتلين بنقل أسلحتهم معهم، لكنهم منعوا من رفع أعلام التنظيم على الشاحنات، وذلك من أجل عدم إثارة الشكوك.

مقابلات وتأكيد
وأشارت المجلة إلى أن مراسلين من "بي بي سي" أجريا مقابلات مع سائقي الشاحنات الذين قادوا القافلة التي تتضمن خمسين شاحنة و13 حافلة وأكثر من مئة سيارة تابعة لتنظيم الدولة، بأسلحة مكدسة فيها.

وتحدثت المجلة عن أن طائرات التحالف كانت تراقب القافلة، وأن مسؤولا عسكريا أميركيا كان على علم واطلاع على الاتفاق منذ البداية. وقالت إنه جرى إبعاد الصحفيين ووسائل الإعلام بدعوى أن هجوما يجري على تنظيم الدولة في الرقة.

وقالت: سواء اعترفت الولايات المتحدة بأنها وافقت على انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة في أكثر من مناسبة أم لا، فإن هذه الحادثة التي تمت في أواخر أيام الهجوم على التنظيم في مدينة الرقة، تعتبر مثالا واضحا على الترتيبات التكتيكية التي يجري اتخاذها.

وأضافت أن مقاتلي نظام الأسد والمليشيا الكردية والمليشيات المدعومة من إيران -خلال سنوات الحرب السبع في سوريا- وجدوا أن من مصلحتهم السماح لأعدائهم بالتسليم عبر التفاوض بدلا من تحقيق أهدافهم بالقوة العسكرية.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية