واشنطن تايمز: روسيا تستعد لحرب "باردة جدا "بالقطب الشمالي

The Christophe de Margerie (R), an ice-class tanker fitted out to transport liquefied natural gas, is docked in Arctic port of Sabetta, Yamalo-Nenets district, Russia March 30, 2017. REUTERS/Olesya Astakhova
شاحنة لنقل الغاز المسال مهيأة لظروف الطقس في المنطقة القطبية شمال روسيا مارس/آذار 2017 (رويترز)

ذكر مقال نشرته واشنطن تايمز أن
روسيا تعمل بقوة على إقامة قواعد عسكرية وطرق للنقل التجاري بالمحيط المتجمد الشمالي فوق خط عرض 80 درجة شمال، وذلك لتأكيد هيمنتها على كثير من النفط والغاز الموجودين أسفل جليد القطب الشمالي.

وجاء بالمقال الذي كتبه جد بادين نائب وكيل وزارة الدفاع في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب أن روسيا أرسلت غواصتين عام 2007 لتغوصان أكثر من ميلين تحت الغطاء الجليدي للمحيط المتجمد الشمالي لتثبت علما روسيا بقاع البحر هناك.

وأشار المسؤول الأميركي الأسبق إلى أن تثبيت العلم يعتبر تأكيدا للزعم الروسي الذي لا توافق عليه الدول الأخرى بالسيادة على قرابة نصف مساحة قاع ذلك المحيط وغازه ونفطه اللذين يعتقد أن قيمتهما تساوي نحو 20 ترليون دولار، بينما قدر مسح جيولوجي أميركي أن المحيط المتجمد الشمالي يحتوي على 18% من احتياطيات النفط في العالم.

دول عديدة
وتستعد كل من روسيا والصين واليابان وكندا ودول أخرى (ليس بينها الولايات المتحدة) للاستفادة من زعمها بامتلاك حصة من تلك الاحتياطيات من النفط والغاز وطرق الملاحة البحرية المتزايدة هناك. وعلى سبيل المثال أعلنت الصين برنامجها "طريق الحرير البحري والقطبي" وتقوم ببناء سفن كاسحة للجليد لفتح طرق للنقل التجاري هناك.

وبلغت القواعد العسكرية التي بنتها روسيا أو هي في طور البناء سبع قواعد أغلبها للدفاع والهجوم الجويين. وقد أوشكت هذه القواعد على إقامة السيطرة الروسية على المسارات الملاحية للسفن عبر أغلب مساحة المحيط المتجمد الشمالي وعبر دول قريبة من الدائرة القطبية مثل فنلندا.

وذكر المقال أن روسيا تعمل بجد في تطوير أسلحة ومركبات ومعدات إلكترونية، وطائرات يمكنها العمل في درجات حرارة منخفضة للغاية، مشيرا إلى أن غالبية المعدات الأميركية والتابعة لحلف الناتو لا يمكنها العمل هناك.

استثمارات ضخمة
وأشار المقال إلى أن سفير روسيا لشؤون المحيط المتجمد الشمالي فلاديمير باربين قال في مؤتمر الدول الـ52 لمجلس الدائرة القطبية الشمالية الذي انعقد في العاصمة الأيسلندية ريكيافيك منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ إن بلاده ظلت تستثمر 10% من إجمالي ناتجها القومي بمنطقة المحيط المتجمد الشمالي، مضيفا أن روسيا تقوم ببناء ثلاث كاسحات ألغام سنويا وأنها تعتزم دفع حدودها لإقامة سيادتها على المياه العميقة هناك.

وقال بادين إن روسيا لديها حاليا حوالي 50 كاسحة ألغام ثقيلة وللولايات المتحدة ثلاث فقط، اثنتان منها قديمة وعلى وشك الخروج من الخدمة.

وأضاف أن ما قاله باربين يردد تقريبا ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2014، عام الغزو الروسي لأوكرانيا، من أن مصالح بلاده تتركز في المحيط المتجمد الشمالي.

واختتم الكاتب مقاله بالقول إن أميركا تستيقظ ببطء على المبادرات الروسية والصينية في المحيط المتجمد الشمالي وأن قواتها الجوية تطور إستراتيجية جديدة لتلك المنطقة، لكن يبدو أن قادة وزارة الدفاع "البنتاغون" لا يهتمون كثيرا بها، ولذلك من الممكن أن يكون الوقت قد مضى لمنع الهيمنة الروسية الصينية على تلك المنطقة ومواردها.

المصدر : واشنطن تايمز