لوفيغارو: البوكمال آخر حلقات الهلال الشيعي

صورة نشرتها وكالة أنباء فارس الإيرانية يوم 18 / 11 / 2017 للواء بالحرس الثوري الإيراني خير الله صمدي يقف إلى يسار الجنرال قاسم سليماني قائد االعمليات الخارجية بالحرس الثوري الإيراني. وتم نشر الصورة بعد الإعلان عن مقتل صمدي في منقطة البوكمال السورية
سليماني على مشارف البوكمال قبيل طرد الدولة الإسلامية منها (وكالة فارس الإيرانية)
 يؤرخ طرد عناصر الدولة الإسلامية من مدينة البوكمال السورية لحقبة جديدة تكون فيها إيران قد فتحت للمرة الأولى منذ ثورة 1979 ممرا أرضيا متواصلا يربط طهران وبغداد ودمشق وبيروت.

مما يعني، حسب تقرير للكاتب جورج مالبرينو بصحيفة لوفيغارو، أن عملية البوكمال التي توجت باستعادة القوات الحكومية السورية المدعومة بقوات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات اللبنانية والعراقية، سيكون لها ما بعدها.

فقد تمكنت هذه القوات، في سباق محموم مع أكراد سوريا المدعومين أميركيا، من بسط سيطرتها على هذه المدينة، في حين فر الجهاديون السنة إلى صحراء الأنبار العراقية فاكتملت بذلك الحلقة الأخيرة من "الهلال الشيعي"، الذي حذر منه الملك عبد الله الأردني عام 2004.

ويثير هذا الأمر، حسب الكاتب، حفيظة المملكة العربية السعودية التي تواجه بالوكالة عدوها الشيعي الإيراني في العراق وسوريا، ولكن أيضا في لبنان واليمن والبحرين.

وتهدف هذه المواجهة السياسية إلى السيطرة على الشرق الأوسط، لكنها تؤجج التوترات الدينية بين الشيعة والسنة على وجه العموم، والملاحظ أن اليد العليا في هذه الحرب هي حتى الآن لإيران لأن نهجها في التعامل مع هذه الأحداث أثبت أنه أكثر فاعلية.

فهي تعتمد على ميليشيات تنتشر في مناطق نفوذها، بعضها أقوى حتى من الجيوش الوطنية، "فطهران استطاعت بدهائها أن تنشئ شبكات محلية تمكنها من بسط نفوذها -في مناطق متفرقة- دون الحاجة إلى الانتشار هناك على نطاق واسع"، حسب أحد الخبراء العسكريين.

ومن أذرع إيران التي تحدث عنها التقرير حزب الله اللبناني وقد أنشئ أصلا لتحدي الاحتلال الإسرائيلي، والحشد الشعبي بالعراق الذي ترتبط أهم مكوناته كتائب بدر وكتائب حزب الله العراقي وعصائب الحق مباشرة بفيلق القدس تحت إمرة قاسم سليماني.

وينقل الكاتب عن مقال في مجلة فورين بوليسي أن إيران وحلفاءها تمكنوا من الانتصار حتى الآن في كل الميادين التي دخلوا في صراع مع السنة فيها، ويتساءل الكاتب "لكن ما الذي تبحث عنه إيران عبر دفع بيادقها هنا وهناك"؟

ويذهب مالبريبنو أبعد من ذلك فيقول إن طهران، التي أنعشها الاتفاق النووي لعام 2015، تعطي أحيانا الانطباع بأنها إنما تريد استعادة الإمبراطورية الفارسية.

المصدر : لوفيغارو