واشنطن بوست: تنظيم الدولة قد يصبح أكثر تهورا

Militant Islamist fighters parade on military vehicles along the streets of northern Raqqa province June 30, 2014. Militant Islamist fighters held a parade in Syria's northern Raqqa province to celebrate their declaration of an Islamic "caliphate" after the group captured territory in neighbouring Iraq, a monitoring service said. The Islamic State, an al Qaeda offshoot previously known as Islamic State in Iraq and the Levant (ISIL), posted pictures online on Sunday of
قافلة لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أثناء استعراض في شوارع الرقة بسوريا منتصف 2014 (رويترز)
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن تنظيم الدولة الإسلامية، بعدما فقد معظم المناطق التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، قد يصبح أكثر تهورا وتطرفا بفقدانه "دولة الخلافة " التي أنشأها، وتحدثت عن الهجوم الذي استهدف مسجدا غرب مدينة العريش بسيناء المصرية.
 
ونشرت الصحيفة تحليلا صحفيا كتبه كل من غريغ جاف وجوبي واريك قالا فيه إن الهجوم الدموي على المصلين في مسجد ببلدة الروضة غرب مدينة العريش بشمال سيناء في مصر كشف عن مدى قدرة التنظيمات الإقليمية التابعة لتنظيم الدولة على إلحاق الأذى والموت بالآخرين، وعلى الانتقام لخسارته للمناطق التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا.

وأضاف الصحفيان أن أي جهة لم تتبن الهجوم الوحشي بعد، ولكن هناك أسبابا كثيرة للاشتباه في أن المسؤولية تقع على تنظيم الدولة.

وقال التحليل الصحفي إن تنظيم الدولة في سيناء -الذي يبلغ عدد أفراده 1000- عزز في الأشهر الأخيرة هجماته على الشرطة والجنود المصريين في المنطقة، وإنه حاصر كنائس المسيحيين، وإنه كان مشبتها بأنه من يقف وراء إسقاط الطائرة الروسية في الرحلة رقم 9268 في عام 2015 الذي أدى إلى مقتل 224 روسيا.

قتلى داخل مسجد الروضة غرب مدينة العريش بسيناء (الأوروبية)
قتلى داخل مسجد الروضة غرب مدينة العريش بسيناء (الأوروبية)

خلايا محلية
وأضافت الصحيفة أن خبراء إرهاب ومسؤولي مخابرات يرون أن هذا الهجوم يأتي في إطار الصراع على السلطة بين الخلايا المحلية، وذلك من أجل حمل لواء تنظيم الدولة في أعقاب خسارته للمناطق التي كان يشكل فيها دولته.

ونسبت إلى المنسق السابق بوزارة الخارجية الأميركية لمكافحة الإرهاب دانيل بنيامين القول إن هجوم سيناء يؤكد أن القضاء على تنظيم الدولة لن يكون له تأثير يذكر على المجموعات التابعة له، وإن نجاح أو فشل هذه المجموعات يعتمد على الظروف  المحلية.

وأشارت الصحيفة إلى أن فرع سيناء -مثل معظم الجماعات الإقليمية الأخرى- كان موجودا قبل وقت طويل من صعود تنظيم الدولة الرئيسي في 2014.

وقالت إن بعض المحللين يرون أن أحد أهداف الهجوم هو إثبات أن تنظيم الدولة ما زال مميتا وقاتلا، رغم خسارته لمناطق سيطرته في العراق وسوريا، وذلك من خلال التحول إلى شن هجمات وحشية على نحو متزايد.

وأضافت أن المسؤولين الأميركيين يراقبون بعناية المنظمات التابعة لتنظيم الدولة، وسط الخشية من احتمال ظهور قيادات عليا من تنظيم الدولة في مواقع أخرى، ووسط خشيتهم من قيام بعض المجموعات التابعة لتنظيم الدولة بشن هجمات كبيرة ضد أهداف غربية كعمل انتقامي لرفاقهم الذين قتلوا في العراق وسوريا.

ونسبت إلى مسؤول كبير في مكافحة الإرهاب لم تكشف عن هويته القول إن تنظيم الدولة قد تعرض للهزيمة كقوة عسكرية فقط، لكن الخلايا المحلية التابعة له مستمرة، وهي التي تتقاسم معه الأيديولوجيا والتكتيكات الوحشية.

المصدر : الجزيرة + واشنطن بوست