سلمان يسعى لتوطيد العلاقة بـ "العدو التاريخي" الروسي
وأشارت إلى أن روسيا والسعودية سبق أن نسقتا الجهود الرامية إلى استقرار أسعار النفط الخام وتنمية اقتصاديهما وإنهاء الحرب المستعرة في سوريا.
ويرى محللون أن الزيارة تبرز الجهود التي يبذلها الملك سلمان منذ اعتلى العرش عام 2015 من أجل تحويل اعتماد بلاده التاريخي على الولايات المتحدة إلى تنويع شراكات السعودية الدولية.
نفوذ روسي
وأضافت الصحيفة أن هذه الزيارة من شأنها الاعتراف بالنفوذ الروسي المتزايد في الشرق الأوسط وقبول السعودية ضمنيا ببقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد في السلطة، وذلك بعد أن عارضت الرياض هذا الأمر لسنوات حتى تدخلت روسيا لإنقاذه.
وأشارت إلى أن السعودية أصبحت لاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط، وخاصة في ظل انكماش الدور الأميركي في المنطقة، وذلك بسبب سياسات الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إزاءها، الأمر الذي جعل روسيا تقفز إلى المنطقة بقوتها العسكرية والمالية.
وأضافت أن معايرة السعودية لعلاقاتها الخارجية تأتي في وقت تبدأ فيه إصلاحات داخلية قد تؤثر في المجتمع السعودي المحافظ، وأشارت إلى إلغاء الملك سلمان للصلاحيات التي كانت ممنوحة للشرطة الدينية، وإلى سماحه للمرأة بقيادة السيارة.
وقالت نيويورك تايمز إن السعودية بقيت على مدى أكثر من نصف قرن تنظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها الحليف الأهم، وإنها بقيت تعمل بشكل وثيق مع الإدارات الأميركية المتعاقبة بشأن القضايا الاقتصادية والسياسية والأمنية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
كما أن السعودية ظلت معادية للاتحاد السوفياتي في معظم الوقت، وأنها بقيت تدعم الإسلام في مواجهة الشيوعية، وأنها شاركت مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي) وباكستان ضد الغزو السوفياتي لأفغانستان.
وقالت إن الأمير سلمان (حينئذ) قاد لجنة لجمع الأموال من السعوديين الأثرياء لدعم المجاهدين الأفغان الذين يقاتلون ضد السوفيات، وإن الرياض دعمت المتمردين المناهضين للكرملين بجمهورية الشيشان المضطربة.
زيارة ترمب
وأشارت إلى أن رمزية زيارة الملك سلمان إلى روسيا بعد أشهر قليلة من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المملكة وثنائه السخي على مضيفيه السعوديين تعني الكثير بالنسبة لتغيير العلاقات بالشرق الأوسط.
وتحدثت الصحيفة عن تعقيدات الحرب والأزمة المتفاقمة في سوريا وعن أدوار اللاعبين الخارجيين فيها ومن بينهم السعودية وروسيا والولايات المتحدة وإيران ودول أخرى، وقالت إن الرياض قد تسعى لطلب المساعدة من موسكو للدفع ضد طهران عدوها الإقليمي.
لكن محللين شككوا في أن تصطف روسيا إلى جانب السعودية ضد إيران في ظل التحالف القائم بين موسكو وطهران في سوريا.
وقالت نيويورك تايمز إن النفط ساهم في التقريب بين روسيا والسعودية، وتحدثت عن الانخفاض الحاد بأسعاره عام 2014، حيث يواجه البلدان مخاطر مشابهة والعجز في الميزانيات.
وأشارت إلى الاتفاقيات المزمع إبرامها بين السعودية وروسيا وقالت إنها قد لا تؤثر بشكل مباشر على علاقة الرياض مع واشطن ولكنها قد تعطي موسكو الفرصة نحو المزيد من النفوذ في الشرق الأوسط.
وقالت أيضا إن السعودية وروسيا اتفقتا على التحرك قدما نحو تعميق التعاون بالبرامج الفضائية واتفاقات الأسلحة وغيرها من القضايا الاقتصادية، وأشارت إلى أن الملك سلمان اصطحب معه إلى موسكو وفدا من نحو ألف شخصية حيث أقاموا في العديد من الفنادق الفاخرة قرب الكرملين.