الحشرات تواجه معركة بيئية فاصلة
فقد وجدت الدراسة التي تتبعت الحشرات الطائرة الموجودة في محميات طبيعية في أنحاء ألمانيا أنه خلال 25 عاما فقط انخفضت الكتلة البيولوجية الإجمالية لهذه الحشرات بنسبة مخيفة بلغت 76% وأن أسباب هذا الانخفاض غير واضحة تماما، وهذا فقط بالنسبة للحشرات الطائرة التي جرى جمعها، وهذا معناه أن مصير الحشرات الزاحفة، على سبيل المثال، غير معروف، لكن العلماء يشتبهون في متهمين اثنين: استخدام المبيدات الحشرية ونقص البيئة الملائمة في الأراضي الزراعية المحيطة.
ونبهت الصحيفة إلى أن هذه ليست الدراسة الأولى التي تشير إلى أن الحشرات في خطر. فقد حذرت جمعية علم الحيوان في لندن منذ خمس سنوات من أن العديد من الحشرات في العالم آخذة في الانخفاض، ووثقت دراسة نشرت في مجلة ساينس عام 2014 انخفاضا حادا في الحشرات وغيرها من الحياة اللافقارية في جميع أنحاء العالم، محذرة من أن مثل هذه "الانخفاضات سيكون لها تسلسل تعاقبي على وظيفة النظام البيئي وعلى رفاه البشرية".
البشرية لا يمكن أن تحيا في عالم بلا حشرات لأنها مهمة لتلقيح النباتات اللازمة لطعامنا وهي نفسها مصدر غذائي لكثير من الأسماك والطيور والزواحف |
وألمحت إلى أن اختفاء الحشرات الزاحفة والطنانة قد لا يثير الاستجابة العاطفية نفسها التي يثيرها تهديد الاحترار العالمي للدببة القطبية، مثلا، وقد يسارع البعض إلى القول "وبئس المصير".
وعلقت الصحيفة بأن البشرية لا يمكن أن تحيا في عالم بلا حشرات لأنها مهمة لتلقيح النباتات اللازمة لطعامنا وهي نفسها مصدر غذائي لكثير من الأسماك والطيور والزواحف.
ورأت أن هناك خطوات مؤكدة يمكن اتخاذها الآن للمساعدة في وقف هذا الانخفاض، ويمكن أن تساعد في ذلك المناطق العازلة من الزهور البرية والنباتات المحلية حول حقول المحاصيل، وكذلك الممارسات الزراعية التي تحترم التنوع البيولوجي وتقلل أو تنهي استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب.
وأكدت الصحيفة أهمية الحاجة إلى المحافظة على الغابات والمستنقعات والمراعي التي تختفي واستعادتها كلما أمكن ذلك، بالإضافة إلى إجراء المزيد من البحوث لفهم أفضل للأسباب والأماكن التي تختفي منها الحشرات وكيفية إنقاذها. وختمت بأن الشيء الوحيد الواضح هنا هو أن مصير الحشرات في العالم لا ينفصل عن مصير البشر.