إسرائيل صمتت عن المصالحة إرضاء لمصر السيسي

مصير سلاح المقاومة الفلسطينية بعد اتفاق المصالحة
اتفاق المصالحة بين ممثلي كل من حماس وفتح بالقاهرة الخميس الماضي (الجزيرة)

توسعت الصحافة الإسرائيلية في الحديث عن توقيع المصالحة الفلسطينية بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الخميس الماضي، وتبعاتها المتوقعة على مستقبل العلاقة مع إسرائيل.

وقال مراسل "هآرتس" باراك رافيد إن تغيير لهجة إسرائيل إلى الاعتدال تجاه المصالحة يرجع لثلاثة عوامل: الأول يتعلق بـ مصر والعلاقة الوطيدة بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فتل أبيب لا تريد إغضابه وهو يقيم معها علاقات أمنية غير مسبوقة.

وأضاف أن العامل الثاني يكمن في واشنطن، فإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب منحت المصالحة دعما علنيا، وأكدت على عودة السلطة الفلسطينية للسيطرة على قطاع غزة.

أما العامل الثالث فيتعلق بضبط النفس الإسرائيلي. ففي حين يرفض المستوى السياسي التصريح بذلك، هناك تشديد على المستوى الأمني في مداولات داخلية على أن عودة السلطة الفلسطينية لغزة ولو بشكل جزئي فقط ستخدم المصلحة الأمنية الإسرائيلية.

ألغام
وفي السياق نفسه، ذكر الخبير العسكري بصحيفة "معاريف" ألون بن دافيد أن اتفاق المصالحة يبدو جديا هذه المرة أكثر من السابق. لكنه قال إنه لا يعالج "الألغام" الكفيلة بتفجيره، ومنها السيطرة الأمنية في غزة، وإجراء انتخابات جديدة، وإعادة تفعيل المجلس التشريعي، واندماج حركة حماس في منظمة التحرير الفلسطينية.

وقال الخبير العسكري "اللافت أن من يقدم تنازلات في المصالحة هي حماس فقط، في حين أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لم يتنازل قيد أنملة.

وزعم أن بوادر انفجار المصالحة تكمن في من سيسيطر على غزة، حيث لا يبدو أن حماس قد تتنازل عن ذلك. وقال إنه سيصعب رؤية عباس يتراجع عن تصريحه حول السلاح بـ الضفة الغربية والقطاع مما يعني أن المصالحة الحالية جدية وهشة في آن معا، لأن حماس وفتح معا يعدان منذ الآن حجة لاتهام الطرف الآخر بإفشالها.

وأكد الخبير العسكري أن المصالحة تعزز كبح حماس في غزة على المدى القصير، وتؤكد مواصلة عدم إطلاقها للصواريخ تجاه إسرائيل، لكنه ليس من مصلحة الأخيرة على المدى الطويل إيجاد تواصل بين غزة والضفة، لأن العزلة بينهما تخدم السياسة الإسرائيلية، وتقضي على "أسطورة" شعب فلسطيني واحد.

المحلل العسكري لصحيفة "إسرائيل اليوم" يوآف ليمور من جهته، تساءل عن مدى استمرار المصالحة لأطول فترة زمنية ممكنة؟ وقال إن صمت إسرائيل وضبطها لنفسها تجاهها -وإن كان يعود لرغبتها بعدم التشويش على الجهد المصري- قد يخفي عدم يقين تجاه ما حصل في القاهرة بالضبط.

وأضاف أن كل أطراف المصالحة خرجت رابحة، فالمصريون مسرورون لأنهم باتوا طرفا إقليميا فاعلا، وسيكونون سعداء بتلقي المزيد من الأموال القادمة من دول الخليج، بالإضافة إلى أنهم يريدون الحفاظ على الهدوء الأمني في سيناء.

وتابع المحلل العسكري أنه بات للسلطة الفلسطينية موطئ قدم في قطاع غزة، في حين تأمل حماس الحصول على الأموال والرواتب وحلول معينة لمشاكل الكهرباء والصحة، في وقت ستحظى إسرائيل بالأمن ولو مؤقتا.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية