لماذا كانت أميركا محقة في رفع عقوبات السودان؟

Women guide decorated camels during the visit of Sudanese President Omar al-Bashir to the war-torn Darfur region at Rapid Support Forces Headquarter in Umm Al-Qura, Darfur, Sudan September 23, 2017. REUTERS/Mohamed Nureldin Abdallah
الاحتفال بمناسبة زيارة الرئيس البشير إلى دارفور في سبتمبر/أيلول الماضي (رويترز)
اهتمت مجلة فورين أفيرز الأميركية برفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على السودان منذ نحو عشرين عاما، وذلك في أعقاب مساهمتها في مكافحة الإرهاب وتحسن أوضاع حقوق الإنسان فيها.
 
ونشرت المجلة مقالا للكاتب ياسر زيدان، قال فيه إن الولايات المتحدة كانت على صواب في خطوتها المتمثلة في رفع العقوبات عن السودان، وذلك لأن البلاد أحرزت تقدما حقيقيا في قضايا مكافحة الإرهاب والقضايا الأخرى.
 
وأضاف أن من شأن إزالة بعض القيود الأميركية عن السودان أن تعود بالنفع على الأعمال التجارية الصغيرة التي ظلت تعاني منذ عقود دون الوصول الآمن إلى المستثمرين الأجانب والنظام المالي الدولي.

وأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على السودان في 1997، بدعوى دعم البلاد للإرهاب الدولي وبسبب انتهاكات حقوق الإنسان والتدخل في سياسات جيرانه مثل إثيوبيا وإريتريا.

وأضاف أن إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش وسعت من نطاق هذه العقوبات في 2006 في ظل النزاع في دارفور، لكن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما خففت من هذه العقوبات مع نهاية رئاسته.

استعداد الأهالي وابتهاجهم بقدوم البشير إلى دارفور (رويترز)
استعداد الأهالي وابتهاجهم بقدوم البشير إلى دارفور (رويترز)
حكومة البشير
وأشار الكاتب إلى أنه كان يتعين على حكومة الرئيس السوداني عمر البشير القيام ببعض الخطوات الإيجابية، مثل تيسير وصول المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة إلى محتاجيها في المناطق المضطربة، ووقف التدخل في جنوب السودان ووقف دعم المجموعات المعارضة هناك، وغير ذلك.

 
وفيما ما يتعلق بإنهاء الأعمال القتالية في جنوب كردفان والنيل  الأزرق ودارفور، يقول الكاتب إن الحكومة السودانية امتنعت عن شن هجمات عسكرية -مثل القصف الجوي- منذ منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، وقال إنه يبدو أن الخرطوم توقفت عن إرسال أسلحة إلى قوات المعارضة في جنوب  السودان.

وأشار إلى إن الاقتصاد السوداني ظل يكافح منذ سنوات، وخاصة منذ استقلال جنوب السودان عام 2011 ومنع هذه الدولة الوليدة الخرطومَ من الوصول إلى الاحتياطي النفطي. وأضاف أن العقوبات الأميركية أدت أيضا إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية وغير الاقتصادية في السودان، وذلك من خلال تقويض أعمال الشركات المختلفة، وغيرها من المشاكل.

 
وقال إن من شأن رفع العقوبات عن السودان الإسهام في مساعدة الشركات والقطاعات الاقتصادية والمالية وبقية القطاعات الأخرى في السودان للخلاص من المشاكل التي تواجهها، وهو ما يعود على المواطنين والبلاد بالنفع والفائدة.
المصدر : الجزيرة + فورين أفيرز