إسرائيل عنوان خصام أميركا مع اليونسكو

NEW YORK, NY - SEPTEMBER 18:  Irina Bokova, Director General, UNESCO, speaks at The 2017 Concordia Annual Summit at Grand Hyatt New York on September 18, 2017 in New York City.  (Photo by Riccardo Savi/Getty Images for Concordia Summit)
رئيسة اليونسكو البلغارية إيرينا بوكوفا (غيتي إميجز)
تناولت صحف أميركية انسحاب الولايات المتحدة من عضوية منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وأشاد بعضها بالخطوة الأميركية، واتهمت أخرى اليونسكو بأنها وكالة مناهضة لإسرائيل بسبب قبولها عضوية فلسطين.

فقد أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إلى إعلان الولايات المتحدة انسحابها من  اليونسكو بدعوى مناهضتها لإسرائيل، وذلك حيث سبق لليونسكو المصادقة على قرار يعتبر إسرائيل سلطة احتلال في القدس المحتلة ويحثها على إلغاء أي إجراء من شأنه تغيير طابع أو وضع المدينة.

وأشادت الصحيفة بالخطوة الأميركية، وقالت في افتتاحيتها إنه يجب على الولايات المتحدة عدم تمويل وكالة أممية تعادي إسرائيل.

وأضافت أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب معروفة بالدهاء في العلاقات العامة، وأن المفاجأة التي اتخذتها الخميس بانسحابها من هذه الوكالة الأممية تمثل القرار الصحيح.

مقر اليونسكو في باريس بفرنسا (غيتي إميجز)
مقر اليونسكو في باريس بفرنسا (غيتي إميجز)

بنيامين نتنياهو
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف الخطوة الأميركية بالقرار الشجاع، مضيفا أن إسرائيل ستنسحب من هذه الوكالة هي الأخرى.

وذكرت أن اليونسكو بقيت تعتبر منذ عقود وكالة سياسية أكثر منها ثقافية، وأن رئيستها البلغارية الحالية إرينا بوكوفا ذات الماضي الشيوعي تسعى لمنصب الأمين العام للأم المتحدة بدعم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت إن بوكوفا وافقت عام 2011 على انضمام السلطة الفلسطينية كعضو في اليونسكو، وهو ما أدى إلى صدور قانون أميركي يمنع تمويل الولايات المتحدة أي هيئة تابعة للأمم  المتحدة تقبل بدولة فلسطين.

وأضافت أن اليونسكو وافقت على اعتبار الكثير من المواقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة مناطق تراث فلسطينية.

مناهضة لإسرائيل
وفي السياق ذاته، أشارت مجلة فورين بوليسي إلى القرار الأميركي وكيفية تشكله، وعن انحياز واشنطن إلى إسرائيل.

وقالت إن هذا القرار يعود لسببين أحدهما مالي يتعلق بالمصاريف التي تدفعها الولايات المتحدة لتمويل اليونسكو، والثاني يعود إلى اعتراض واشنطن على ما تعتبره مواقف لليونسكو مناهضة لإسرائيل.

وأضافت أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون كان قد اتخذ قرار الانسحاب منذ اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر سبتمبر/أيلول الماضي.

وأوضحت أن تيلرسون أخبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -الذي كان في لقاء مع الرئيس ترمب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة- بأن الولايات المتحدة تدرس انسحابها من اليونسكو، حيث كان ماكرون يسعى للحصول على دعم ترمب لمرشح فرنسي لرئاستها.

وأضافت أن الخارجية الأميركية أرادت بعد هذا اللقاء تأجيل انسحابها لحين اختيار رئيس جديد لليونسكو، حيث يتنافس على هذا المنصب كل من القطري حمد بن عبد العزيز الكواري والفرنسية أودري أزولاي من بين آخرين.

مقر منظمة اليونسكو في باريس بفرنسا (رويترز)
مقر منظمة اليونسكو في باريس بفرنسا (رويترز)

انسحاب سابق
وأشارت إلى أن إدارة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان سبق أن انسحبت من اليونسكو عام 1984 لأسباب أبرزها ما وصف بتفشي الفساد في أروقتها، وتعاضدها الأيديولوجي مع الاتحاد السوفياتي ضد الغرب.

واستدركت بأن الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن قرر في 2002 عودة بلاده للعضوية فيها، بدعوى أنها قامت بتنظيم أعمالها الداخلية وأنهت عداءها للغرب ولإسرائيل.

ونسبت الصحيفة إلى بوش القول عندئذ إن أميركا ستساهم بشكل كبير وفاعل في تقدم حقوق الإنسان والتسامح والتعليم.

لكن الولايات المتحدة قامت قبل نحو ست سنوات بقطع الدعم المادي عن اليونسكو البالغ ثمانين مليون دولار، وهو ما يشكل 22% من ميزانيتها السنوية، وذلك بسبب قبولها عضوية فلسطين.

وقالت إن الولايات المتحدة أبقت على عضويتها في اليونسكو رغم قطعها الدعم المادي عنها، وأضافت أنه بقي لديها حق التصويت على انتخاب رئيسها.

وأضافت أن الولايات المتحدة صرحت مؤخرا بأن اليونسكو واظبت على أخذ ملايين الدولارات منها بسبب عضويتها، وبأن واشنطن فقدت حق التصويت في الجمعية العامة -التي تعد الهيئة الأهم في اليونسكو- فيما يتعلق بصنع القرارات، والتي توافق على الميزانيات والبرامج التعليمية والعلمية والثقافية حول العالم.

وخلصت إلى القول إن سبب انسحاب الولايات المتحدة من عضوية اليونسكو يعود للخلاف على موضوع إسرائيل والدولة الفلسطينية.

كما أن اليونسكو أعلنت في يوليو/تموز الماضي أن مدينة الخليل التي تضم المسجد الإبراهيمي تعتبر موقع تراث فلسطيني، وأن إسرائيل اعتبرت هذا القرار يمحو الأصول اليهودية والتوراتية الموجودة في الخليل.

من جانبها تساءلت مجلة أتلانتك عن العوامل التي أضفت الطابع السياسي على منظمة اليونسكو، وقالت إن هذا المنظمة -التي نشأت عام 1945- لم تكن بالأصل سياسية، وأشارت إلى انسحاب الولايات المتحدة منها، وقالت إنه سبق لجنوب أفريقيا أن انسحبت منها أيضا عام 1955 احتجاجا على سياستها المناهضة للفصل العنصري.

وأضافت أن بريطانيا وسنغافورة لحقتا الولايات المتحدة وانسحبتا من المنظمة في ثمانينيات القرن الماضي، ولكن هذه الدول عادت إليها في نهاية المطاف.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية