معاريف: إسرائيل تؤيد انفصال الأكراد وتقمع الفلسطينيين

Members of the Kurdish Jewish community hold Israeli and Kurdish flags during a demonstration near the American consulate in Jerusalem on September 24, 2017, in support of the referendum on independence in Iraq's autonomous Kurdish region, the day before voting polls open. / AFP PHOTO / AHMAD GHARABLI (Photo credit should read AHMAD GHARABLI/AFP/Getty Images)
الموقف الإسرائيلي دعم انفصال إقليم كردستان (غيتي)

انتقدت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في مقال لها سياسة الكيل بمكيالين التي تنهجها إسرائيل، فبينما تؤيد انفصال إقليم كردستان العراق ترفض الاعتراف بحقوق الفلسطينيين وتستمر في اضطهادهم.

وقالت الكاتبة رويتال عميران في مقالها إن المواقف الإسرائيلية الداعمة لانفصال كردستان بدأت برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مرورا بوزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، وغيرهما من المسؤولين الذين أعلنوا تأييدهم الكامل لإقامة دولة كردية مستقلة.

وأرجعت موقف تل أبيب إلى المصالح الإستراتيجية والإقليمية المشتركة بين إسرائيل والأكراد، ومن ذلك تعاونهما الأمني والعسكري طيلة العقود الماضية "مما يزيد من مشروعية الحلف السري العلني الكردي الإسرائيلي".

ورأت صاحبة المقال أنه لا يمكن لإسرائيل إظهار دعمها لانفصال الأكراد في حين تواصل قمعها للفلسطينيين واضطهادهم، وشددت على أنه لا يمكن تجاهل حق الفلسطينيين بالحرية، حتى لو لم تتوصل معهم إلى اتفاق سلام.

وأضافت عميران -وهي باحثة بقضايا العلوم السياسية- أن المفارقة تبدو جلية، فبينما أعلنت إسرائيل تأييدها لانفصال الأكراد لا يزال الفلسطينيون يعيشون تحت احتلال نهجت حكومته اليمينية خلال السنوات الماضية سياسة أكثر تشددا تجاه الشعب الفلسطيني مطبوعة ببصمة حزب البيت اليهودي الذي لا يكتفي بإعلان معارضته لأي مفاوضات مع الفلسطينيين، بل ينكر عليهم هويتهم الوطنية القومية ولا يعترف بها.

وأوضحت أن هذه السياسة تعني بالضرورة إلغاء أي إمكانية لقيام حل الدولتين بين الشعبين، من خلال قرارات ضم الأراضي الفلسطينية وسحب حقوق المواطنة منهم.

الحالات الثلاث
وقدمت الكاتبة مقارنة بين الحالات الثلاث الكتالونية والكردية والفلسطينية، فبينما يعاني الكتالونيون منذ القرن الـ 18 من "احتلال" متواصل وحكم ذاتي بدرجات متفاوتة، فإنهم لم يتخلوا عن حلمهم بالاستقلال النهائي، في حين أن الأكراد -تقول الكاتبة- ينعمون منذ 1991 بحكم ذاتي، وبدأت ظروفهم تتحسن منذ سقوط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003، حيث يواصلون طريقهم نحو إقامة دولة مستقلة، ومستعدون لدفع أثمان باهظة من دمائهم مقابل ذلك.

في المقابل فإن الفلسطينيين لم يعد لديهم ما يخسرونه "وكل من يعتقد بأنهم سوف يتخلون عن حلمهم بإقامة دولتهم فهو مخطئ وواهم".

ورأت الكاتبة -التي أصدرت سلسلة مؤلفات وكتب حول السياسة والمجتمع بإسرائيل- أن إظهار الدعم الإسرائيلي العلني للصراعات القومية حول العالم، ومنها القضية الكردية، سيزيد من الضغط على تل أبيب لتطبيق حل الدولتين مع الفلسطينيين لأنها لم تتمكن طيلة سنوات الاحتلال من إنكار قيام الشعب الفلسطيني، وحقه بالحصول على دولة مستقلة.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية