من أسباب بوادر فشل الهدنة بسوريا

وأكد الكاتب أن اتفاقا لوقف إطلاق النار في سوريا يعتبر أمرا ضروريا لمحاولة جلب السلام إلى البلاد التي حطمتها الحرب المستعرة فيها منذ سنوات، واستدرك بالقول: لكنه يعد من شبه المؤكد أن هذا الاتفاق سيكون محتوما بالفشل، وذلك رغم الجهود المبذولة لإنجاحه.
وقال إن المتطرفين مثل تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة غير مشمولين بهذا الاتفاق، وذلك لأنه لا يتوقع أحد منهما التعاون، وأشار إلى أن جبهة النصرة التابعة للقاعدة سبق أن غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام.

قصف جوي
وأضاف مكمناص أنه إذا ما صمدت الهدنة، فإن الولايات المتحدة وروسيا سينشئان مركزا مشتركا للتنسيق بين قواتهما الجوية لتوجيه ضربات ضد تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام، مشيرا إلى أنه سيكون مطلوبا من القوات الجوية السورية -التي أسقطت آلاف البراميل المتفجرة على رؤوس المواطنين السوريين- ضرورة التوقف عن قصف المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
وذكر الكاتب أن الطرق ستفتح أمام قوافل الإغاثة الإنسانية لجلب الدواء والغذاء إلى المناطق التي يحاصرها النظام.
وأضاف أنه إذا جرت هذه الأشياء بشكل جيد فإن النظام والمعارضة سيبدآن مفاوضات من أجل إحلال السلام في البلاد، وأن الأمر سيعد إنجازا دبلوماسيا ملحوظا للأميركيين، خاصة في ضوء التدخل المحدود للولايات المتحدة في سوريا حتى الآن.
أسباب فشل الهدنة
واستدرك الكاتب ليوضح الأسباب التي قد تحتم مصير هذه الهدنة بالفشل، وقال إن كلتا القوتين العظميين المتدخلتين في سوريا ممثلتين في الولايات المتحدة وروسيا ترغبان في استمرار الهدنة، ولكن أهدافهما الأساسية لا تزال مختلفة بشكل كبير.
وأوضح أن كيري يريد دفع جميع الأطراف إلى إجراء مفاوضات لتشكيل حكومة سورية جديدة يكون من شأنها تسهيل عملية تنحي وخروج الأسد من السلطة، بينما تدخلت روسيا في سوريا العام الماضي، وأرسلت قوات وطائرات لدعم الأسد، وأن الروس يسعون لاستقرار الحكومة في المقام الأول.
وأضاف مكمناص أن الأسد لا يريد الحفاظ على البقاء في السلطة فحسب، بل يريد استغلال الهدنة لتحسين مواقفه العسكرية والدبلوماسية، وأن هذا هو ما فعله بدعم من روسيا أثناء هدنة قصيرة في وقت مبكر من العام الجاري.
وأضاف: وأما زعماء المعارضة فيأملون أن تنهي الهدنة الحصار الذي يفرضه النظام السوري على معقلها في حلب، لكنهم يخشون أن تسفر عن إضعاف قواتهم وتعزيز قوات النظام.
وأشار إلى أن تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام سبق أن رفضا الهدنة من الأصل، وأنهما قد يحاولان إحباطها، وذلك لتجنب أن يصبحا الهدف الأخير للغارات الجوية.
ونسب إلى سفير الولايات المتحدة السابق لدى سوريا روبرت فورد القول إن ثمة حاجة لهيئة مراقبين على الأرض إذا أريد للهدنة أن تستمر، وإنه ليس هناك أي واحدة.
وتساءل الكاتب: ما العمل في حال انتهك الأسد الهدنة؟ وأسهب بشأن الخطة باء وتفاصيل أخرى.