القيم الأميركية تحتضر في أوروبا

Demonstrators carry a banner that reads 'Stop the asylum flood' as they are accompanied by riot police during a right-wing extremist rally in Dortmund, Germany, 04 June 2016. Some 2,500 people have gathered for the protest march, with another 2,500 left-wing radicals on the move in the city.
مظاهرات يمينية بألمانيا مطلع العام الجاري ضد سياسات استقبال اللاجئين (الأوروبية)
قال الكاتب جيم هوغلاند إن صعود أحزاب يمينية شعبوية في أوروبا ينذر بموت القيم الأميركية الدولية في القارة، ويلحق ضررا بمكانة أبرز زعمائها مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وأضاف -في مقال بصحيفة واشنطن بوست- أن صعود هذه الحركات التي تغذيها البرامج القومية والعنصرية والسياسة المتطرفة بعدد من الدول الأوروبية يؤشر إلى أن روح وجوهر التحالف الأوروبي الأميركي الذي كان حيويا للاستقرار العالمي سبعة عقود صار الآن يتعرض للتهديد.

وأشار هوغلاند إلى أن القومية الضيقة في أوروبا انعكست في بعض أجزاء القارة مثل استفتاء البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي، والهزيمة التي لحقت بـالحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه ميركل أمام قوى يمينية.

وأوضح أن حزب بديل لألمانيا اليميني المناهض للمهاجرين الذي تأسس قبل ثلاث سنوات ألحق هزيمة بالحزب الذي تتزعمه ميركل الأحد الماضي بولاية رئيسية بالبلاد في إطار الانتخابات البرلمانية، وأشار إلى صعود في وقت سابق لحركات مماثلة في بولندا والمجر وفرنسا وغيرها.

كوارث أميركية
وقال الكاتب إن مؤسسي الاتحاد الأوروبي كانوا قد اتخذوا من الولايات المتحدة نموذجا يحتذى للمجتمع الذي أرادوا بناءه، خاصة أن أميركا كانت فخورة باستيعاب المتعبين والفقراء، لكن أوروبا الآن بدأت تفقد هذه القيم، بل إن الولايات المتحدة نفسها لم تعد تحتفظ بقيمها تلك.

وألمح إلى الكوارث الأميركية بالخارج التي تمتد من فيتنام إلى العراق، واستمرار الصراع العرقي والاجتماعي داخل أميركا نفسها، وقال إن الولايات المتحدة لم تعد في وضع يؤهلها لإلقاء مواعظ على الدول الأخرى فيما يتعلق بالقيم والمثل العليا.  

وأشار هوغلاند إلى التصريحات المتطرفة للمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، وتصريحات زعيمة حزب الجبهة الوطنية في فرنسا، وغيرها من سياسات اليمينيين المتطرفين الأوروبيين وانعكاساتها على القارة.

وقال أيضا إنه إذا أخذنا في الحسبان التدافع أو الفرار الأوروبي تجاه موسكو، وإذا ما كان ترامب هو الفائز بأميركا، فإننا سنشهد الدفن الأخير للقيم والمُثل الأميركية الدولية التي سبق أن أسهمت في جعل أوروبا قارة أكثر ازدهارا وأمنا وسلاما بالنصف الثاني من القرن العشرين.

المصدر : الجزيرة + واشنطن بوست