هل كانت أميركا ستمضي مع انقلاب تركيا لو نجح؟

Protestors wave Turkish flags during a demonstration against the 15 July failed coup attempt, in Istanbul, Turkey, 19 July 2016. Turkish Muslim cleric Fethullah Gulen, living in self-imposed exile in the USA, has been accused by Turkish President Recept Tayyip Erdogan of allegedly orchestrating the 15 July failed coup attempt. At least 290 people were killed and almost 1,500 injured amid violent clashes on July 15 as certain military factions attempted to stage a coup d
أتراك يلوحون بعلم بلادهم أثناء مظاهرات في إسطنبول ضد المحاولة الانقلابية الفاشلة (الأوروبية)
تساءل الكاتب نيك دانفورث في مقال بمجلة فورين بوليسي الأميركية: هل كانت ستمضي أميركا مع الانقلاب في تركيا لو كان نجح؟ وقال إن علاقات أميركا بتركيا عبر نصف القرن الماضي تدل بوضوح على أن الديمقراطية ليست شرطا لعضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وإنها قد تصطف مع الفائز.

وأوضح الكاتب أن موقف المسؤولين الأميركيين كان قويا هذه المرة في رفضهم المحاولة الانقلابية الحالية، على عكس ما يشير إليه تاريخ علاقات البلدين، وأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعرب في بداية الأمر بعد تكشف الانقلاب عن دعمه "الاستقرار والسلام والاستمرارية" في تركيا.

ولكن، ومع عدم وضوح الموقف في تركيا، وعدم معرفة من الفائز، فإن الرئيس الأميركي بارك أوباما سرعان ما أصدر دعوة صريحة لجميع الأطراف في تركيا لدعم الحكومة المنتخبة بشكل ديمقراطي في تركيا.

وقال الكاتب إنه بعد فشل المحاولة الانقلابية بادر وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى التصريح بأن الحملة التي يشنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مرحلة ما بعد فشل الانقلاب قد تشكل في حد ذاتها خطرا على الديمقراطية التركية، وأضاف الكاتب أن حلف شمال الأطلسي طالب أيضا باحترام الديمقراطية في تركيا.

أميركا مع الفائز
وأضاف دانفورث أن رد أوباما كان سريعا ومثيرا للإعجاب، ولكن تصرفات أميركا الماضية يمكن أن تتحدث عن نفسها بصوت أعلى، مما هي عليه في الوقت الحاضر، وأوضح أنه بالرغم مما صرح به أوباما مساء الجمعة، فإن التاريخ يؤكد أنه لو جاء صباح السبت، فإن واشنطن كانت ستجد طريقة للعمل مع من يبرز فائزا في أنقرة.

وأشار إلى أنه في ظل تربع أردوغان -الذي يتصف بروح الانتقام على سدة الحكم- فإنه من شبه المؤكد أن تشهد العلاقات التركية الأميركية فترة عاصفة، ولكن التاريخ لا يوفر سببا كافيا للرئيس أردوغان لأن يخشى أن تتخذ أميركا موقفا حازما بشأن الديمقراطية، ما دامت مصالح الولايات المتحدة تعتمد على تعاون بلاده.

وأشار الكاتب إلى أن تحالف الولايات المتحدة مع تركيا يعود إلى أعقاب الحرب العالمية الثانية، وذلك عندما مدت يد العون العسكري والاقتصادي لتركيا للوقاية من خطر الغزو السوفياتي، وأن تركيا لم تكن دولة ديمقراطية في ذلك الوقت.

وأضاف دانفورث أن مسؤولا أميركيا سأل رئيس مجلس الأمن القومي التركي في 1948 إذا ما كان سلوك تركيا غير الديمقراطي قد يعرض استمرار المساعدات الأميركية للبلاد للخطر، فأجابه ضاحكا: لما كانت المساعدات الأميركية مستمرة في القدوم إلى تركيا، فذلك يعني أن الولايات المتحدة مقتنعة بأن تركيا دولة ديمقراطية.


ثناء على انقلاب
وأشار إلى أن تركيا شهدت أول انتخابات حرة لها عام 1950، وأنه في خطوة فاجأت المسؤولين الأميركيين، فإن الحكومة الخاسرة سرعان ما تخلت عن موقعها، مما أدى إلى انضمام تركيا إلى حلف الأطلسي في 1952، وبدأ عصر البلاد الديمقراطي.

ولكن سرعان ما حدثت انعطافة نحو الأسوأ، بما يشبه ما تقوم به حكومة أردوغان، حيث قامت بتعزيز التفويض الديمقراطي من خلال وسائل غير ديمقراطية، ورغم حالة الاستبداد في تركيا في خمسينيات القرن الماضي، فإنها بقيت مناهضة للشيوعية بشكل حازم، وظلت مؤيدة للولايات المتحدة.

وقال الكاتب إن الجنرالات الأتراك الذين قادوا أول انقلاب عسكري في بلادهم عام 1960 كانوا قلقين من أنهم سيواجهون معارضة من جانب الولايات المتحدة لأسباب سياسية، واستبقوا حدوث أي مشاكل فأعلنوا التزامهم القوي مع حلف الأطلسي.

وأضاف أنه عندما التقى السفير الأميركي في تركيا آنذاك القائد العسكري التركي الجديد أثنى عليه ووصف الانقلاب بأنه الأكثر دقة وكفاءة وسرعة.

وأضاف هل كانت الولايات المتحدة الآن ستتماشى مع المحاولة الانقلابية الراهنة لو كانت نجحت؟

المصدر : الجزيرة + فورين بوليسي