لماذا يكثر المتطرفون في بلاد الثورة الناجحة تونس؟

ATTENTION EDITORS - VISUAL COVERAGE OF SCENES OF DEATH AND INJURY The body of a tourist shot dead by a gunman lies near a beachside hotel in Sousse, Tunisia June 26, 2015. At least 27 people, including foreign tourists, were killed when at least one gunman opened fire on the Tunisian beachside hotel in the popular resort of Sousse on Friday, an interior ministry spokesman said. Police were still clearing the area around the Imperial Marhaba hotel and the body of one gunman lay at the scene with a Kalashnikov assault rifle after he was shot in an exchange of gunfire, a security source at the scene said. REUTERS/Amine Ben Aziza
جثمان أحد السياح الذين قتلوا بتفجير في سوسة العام الماضي (رويترز)
عزا خبير غربي كثرة الشباب التونسيين الذين انضموا إلى تنظيم الدولة في العراق وسوريا وليبيا وشاركوا في هجمات بأفغانستان وأوروبا وغيرها إلى تضييق الدولة الاستبدادية قبل ثورة 2011، وخيبة الأمل بعد التوقعات الكبيرة في أن تحسن الثورة الأوضاع الاقتصادية وتقلل البطالة، وإلى العلاقات الشخصية، والبرامج الدينية على القنوات الفضائية.

وقال الخبير في الشؤون التونسية روري ماكارثي في مقال بصحيفة ديلي تلغراف البريطانية إن مشكلة كثرة أعداد "المتطرفين" وسط الشباب التونسي لا يمكن تجاهلها، مشيرا إلى أن سبعة آلاف شاب وشابة غادروا تونس إلى سوريا والعراق، الأمر الذي يعني أنها أكثر الدول في العالم تزويدا لتنظيم الدولة بالمقاتلين والمقاتلات (700 شابة في العراق وسوريا).

وأضاف في معرض إيراده المعلومات التي تؤكد ما ذهب إليه من كثرة "المتطرفين" التونسيين، أن هناك مئات أخر من الشباب عبروا الحدود إلى ليبيا حيث يحاول تنظيم الدولة إقامة قاعدة له هناك، وأن 15 ألف منعوا من مغادرة تونس.

مؤشرات
وأوضح أنه حتى قبل الثورة السورية وخلالها، كانت هناك مؤشرات على التحدي المتوقع وارتباطاته الأوروبية، فقد شارك تونسيون في القتال بأفغانستان في الثمانينيات وفي مقتل قائد طالبان آنذاك أحمد شاه مسعود، ومؤخرا شاركوا في الهجوم على مقر المجلة الفرنسية شارلي إيبدو وفي هجمات باريس وبالطبع متحف باردو وشاطئ سوسة.

وأشار إلى أن "السلفيين المقاتلين" ظهروا في تونس في بداية العقد الماضي بسبب البرامج الدينية التي تبثها القنوات الفضائية الجديدة، واستبداد الدولة التي كانت تفرض "نسخة رسمية متسامحة" من الإسلام.

وذكر أن "السلفيين" استغلوا الفراغ في السلطة عقب ثورة 2011 واتساع الظلم الاجتماعي والاقتصادي لاجتذاب الشباب لصفوفهم، كما أن العلاقات الشخصية تفسر مغادرة مجموعات كبيرة من الشباب بلداتهم بالقرب من العاصمة تونس، وبنزرت في الشمال، وبنقردان بالقرب من الحدود الليبية ليقاتلوا في الخارج.

المصدر : تلغراف