تلغراف: الاستفتاء جعل الشعب البريطاني سلطة ثالثة

A workers counts ballots after polling stations closed in the Referendum on the European Union in Islington, London, Britain, June 23, 2016. REUTERS/Neil Hall
الاستفتاء يضع سلاحا في أيدي الشعب لا يمكن للسياسيين أن يتنبؤوا به (رويترز)

علق الكاتب فيرنون بوغدانور، أستاذ بجامعة كينغز كوليدج البريطانية، بأن استفتاء الاتحاد الأوروبي يظهر كيف يمكن لسيادة الشعب البريطاني أن تتفوق على برلمانه، وقال إن الاستفتاء يضع سلاحا في أيدي الشعب لا يمكن للسياسيين أن يتنبؤوا كيف سيتم استخدامه أو التحكم في النتيجة.

ورأى الكاتب في مقاله بصحيفة ديلي تلغراف أن مؤيدي الخروج أرادوا إعادة ترسيخ سيادة البرلمان، لكنه الآن سيكون مقيدا ليس بواسطة بروكسل ولكن من قبل الشعب البريطاني الذي سيطلب من البرلمان المحافظة على سياسة يعارضها معظم النواب، وهو حدث غير مسبوق في تاريخه الطويل. ومطلوب من الحكومة أيضا وضع تدابير موضع التنفيذ حذرت أغلبية بمجلس الوزراء من كارثيتها.

إذا سادت الحكمة فإن مستقبل العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة يمكن أن يتطور بطريقة مفيدة للطرفين، ولا بد أن يكون هذا هو الهدف الآن وليس المزيد من تبادل الاتهامات والتهويل غير الضروري

واعتبر الكاتب الشعب بموقفه هذا قد أصبح مجلسا ثالثا للتشريع في المسائل الدستورية على الأقل، وله سلطة إصدار تعليمات لا يمكن للسياسيين تجاهلها، وبذلك تتفوق سيادة الشعب على سيادة البرلمان.

وحول تداعيات نتيجة الاستفتاء، كتبت الصحيفة نفسها في افتتاحيتها أن هناك ما يمكن أن يطلق عليه "مشروع الخوف"، وأنه لم يتلاش وأن النتيجة كشفت شقا عميقا يسري في المجتمع البريطاني يهدد الآن بالتوسع بسبب طريقة الرد.

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من مؤيدي البقاء يعتبرون مؤيدي الخروج متهورين في أحسن الأحوال، ومتعصبين في كره الأجانب في أسوأ الأحوال. وأضافت أنه قد خاب ظن أي شخص كان يأمل أن هذه الممارسة الديمقراطية الشعبية ستسوي مسألة الاتحاد الأوروبي من دون ضغينة.

ورأت الصحيفة أنه إذا سادت الحكمة فإن مستقبل العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة يمكن أن يتطور بطريقة مفيدة للطرفين، ولا بد أن يكون هذا هو الهدف الآن وليس المزيد من تبادل الاتهامات والتهويل غير الضروري. فبدلا من أن ينهي الاستفتاء انقسامات المحافظين للأبد، كما كان يأمل ديفد كاميرون، تسبب بدلا من ذلك في حدوث اضطراب داخل الحزبين الرئيسيين، حيث فتح قرار كاميرون الاستقالة من رئاسة الوزراء باب التنافس لخليفته.

المصدر : تلغراف