رئيس الموساد السابق: العالم لم ينتصر على تنظيم الدولة

A DVIDS handout made available on 16 January 2016 shows an image taken from a video screen grab of a coalition airstrike destroying a ISIS cash and finance distribution center near Mosul, Iraq, on 11 January 2016, to disrupt and destroy ISIS financial operations. The strikes were conducted as part of Operation Inherent Resolve, the operation to eliminate the ISIS terrorist group and the threat they pose to Iraq, Syria, and the wider international community. EPA/DVIDS / HANDOUT
استهداف مركز مالي لتنظيم الدولة قرب مدينة الموصل العراقية (الأوروبية)

قدم رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق تامير باردو استعراضا متشائما إزاء الحرب التي يشنها العالم على تنظيم الدولة الإسلامية، وما يقال إنها إنجازات للدول التي تحاربه.

وقال باردو على هامش مشاركته في مؤتمر نظمته جامعة هارفارد قبل أيام إلى جانب رئيس جهاز المخابرات الأميركية (سي آي أي) مايكل مورال "إننا حتى اللحظة لا نسجل انتصارا أمامه، ومن وجهة نظري فإن العالم اليوم يقف على ذروة حرب عالمية ثالثة، لكنها حرب من نوع مختلف، لا يمكن مقارنتها بالحربين العالميتين السابقتين".

وأشار باردو -وفق ما نقله مراسل موقع ويللا الإخباري عومري نحمياس- إلى أن إحدى طرق مواجهة تنظيم الدولة هي "محاربة الفقر، حيث يذهب العديد من الفقراء إلى المساجد وهناك يتلقون الأيديولوجيا المتطرفة".

وقال رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق إن تنظيم الدولة يستخدم الهواتف المحمولة وشبكات التواصل الاجتماعي في تجنيد العناصر، والأجهزة الأمنية العالمية لا تستطيع تعقب كل هذه الوسائل التكنولوجية على مدار الساعة، ولا تتمكن من معرفة كل ما يكتبون وعم يتكلمون طوال الوقت، ربما تتمكن من استصدار قرارات وقوانين تجعلها تحصل على كافة المعلومات المطلوبة لأجهزة الأمن، لكن ذلك على المدى البعيد لن يكون الطريق الصحيح لمواجهة التنظيم.

تنفيذ اغتيالات
وقد عبر باردو عن قلقه من تنامي قوة تنظيم الدولة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي الوقت ذاته لا يخشى من تسلل التنظيم إلى داخل إسرائيل، لأنه ببساطة لن يتمكن من ذلك، مشيرا إلى استطلاع للرأي بين الفلسطينيين في غزة والضفة قبل عام عبرت خلاله قلة منهم عن تأييدها للتنظيم، لكن هذه النسبة آخذة بالازدياد، وفي هذه الحالة ستكون إسرائيل أمام سيناريو آخر مختلف تماما في حال مواجهتها عناصر ومسلحي وقوات التنظيم في غزة أو الضفة.

واعتبر المتحدث أن تنفيذ اغتيالات في صفوف تنظيم الدولة لن يحل المشكلة، لكن القيام ببعض الأعمال السيئة جزء من اللعبة والتاريخ، وربما آن الأوان لاستخدام القوة من قبل بعض الدول للمحافظة على مصالحها الإستراتيجية والتعامل مع التهديدات الأمنية، وحينها يصبح اللجوء إلى القوة أمرا اضطراريا رغم أني لا أفضل ذلك، لأننا كثيرا ما نعرف كيف نبدأ الحروب لكننا لا نعرف كيف ننهيها.

وفي ما يتعلق بالملف السوري، أبدى باردو عدم ثقته بفرص نجاح وقف إطلاق نار مستقر في سوريا لأنه لن يستمر طويلا، حتى في حالة مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد البلاد وذهابه إلى روسيا فالحرب سوف تستمر بعد غيابه.

نقطة اللاعودة
وأشار رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق إلى أن إعادة سوريا لما كانت عليه قبل خمس سنوات تحتاج ما بين مئتين وثلاثمئة مليار دولار، ولن نجد أحدا يتبرع بهذه الأموال، وبذلك فإن الوضع الحالي سوف يستمر إلى أن نجد حلا من خارج الصندوق للوضع الاقتصادي المعقد في المنطقة كلها. 

وفي الشأن الداخلي، أبدى باردو مخاوف من وصول إسرائيل إلى نقطة اللاعودة في الصراع مع الفلسطينيين، معربا عن خشيته من ابتعاد فرص حل الدولتين رويدا رويدا.

وأكد باردو أن التهديد الأكبر لإسرائيل هو الصراع مع الفلسطينيين، لأن الوقت آخذ في النفاد أمام فرص حل الدولتين معهم، والفرص تتباعد مع مرور الزمن، وربما في حال عدم إمكانية تحقيق هذا الحل "فقد يفضل أبناء العم الفلسطينيين الذهاب إلى حل الدولة الواحدة، لكنه حل بالنسبة لي غير مقبول".

المصدر : الصحافة الإسرائيلية