إيران أصبحت ضحية إستراتيجياتها في المنطقة
أشارت مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية إلى السياسات الإيرانية الرامية إلى بسط نفوذها في المنطقة، وقالت إن إيران أصبحت ضحية لإستراتيجياتها، حيث لا تتوافق قوتها العسكرية مع طموحاتها السياسية.
فقد نشرت المجلة مقالا شارك فيه الكاتب يويل غزانسكي والكاتب رون تيرا قالا فيه إن القوات والأدوات العسكرية الإيرانية غير مصممة لمجاراة التحديات التي تفرضها سياساتها في التعامل مع الدول الأخرى.
وأشار الكاتبان إلى أن الجيش والبحرية والقوات الجوية الإيرانية كلها مصممة للمحاربة داخل الأراضي الإيرانية، وليست خارجها، وأن طهران تستخدم وكلاء وقوات سرية جنودا لها خارج إيران.
وأوضحا أن إيران تلجأ لإستراتيجية تتمثل في محاولة الاستفادة من الجماعات العرقية والمنظمات الفرعية الموجودة والنشطة داخل بعض دول الجوار، وتمنحها المساعدات، وترسل قوات إيرانية بشكل سري للمحاربة إلى جانب وكلائها في تلك الدول.
تورط
وأضافا أن ما يثبت فشل الخطط الإيرانية هو طول أمد تورطها في العراق وسوريا واليمن، وعجزها عن تقديم حلول نهائية وحاسمة في هذه الدول، وأشارا إلى أن إيران كلفت المليشيات الموالية لها بعملية قتالية برية في العراق، وأنها أرسلت قواتها الجوية للمساندة، ولكن النتائج كانت متواضعة.
وأشارا إلى أن إيران ألزمت حزب الله اللبناني وفيلق القدس وعناصر شيعية أخرى بمعارك واسعة في المدن السورية، لكنها غير قادرة حتى الآن على إنهاء الصراع هناك، وقالا إن الفراغ في السلطة في سوريا يفتح المجال أمام تدخل روسيا الذي قد يكون ضد المصالح الإيرانية.
وفي اليمن، كادت إيران أن ترتكب خطأ إستراتيجيا من خلال محاولتها إرسال قوات بحرية لاستعراض قوتها وهيمنتها على البلاد، لكنها تراجعت بعد وصول قوات بحرية من دول أخرى إلى المنطقة، وأضافا أنه ليس من المستغرب أن تتراجع جماعة الحوثي أيضا وتضطر إلى التفاوض.
وأشار الكاتبان إلى أنه يمكن لإيران إعادة حساباتها للخروج من هذا الفشل في المنطقة بشكل عام، وذلك من خلال إعادة تقييم سياساتها أو إعادة هيكلة قواتها المسلحة.